عدد المساهمات : 208 نقاط : 555 تاريخ التسجيل : 20/01/2010
موضوع: غزوة بدر الكبرى - الجزء الثالث - السبت يونيو 05, 2010 5:26 am
غزوة بدر الكبرى : الجزء الثالث :
الجيشان يتراأن :
ولما طلع المشركون وتراءى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها تُحَدُّك وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذى وعدتنى أحْنهُم الغداة ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ورأى عتبة بن ربيعة فى القوم على جمل له أحمر : ( إن يكن فى أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر ، إن يطيعوه يَرْشُدُوا ) . وعدل رسول الله صفوف المسلمين ، بينما هو يعدلها وقع أمرعجيب ، فقد كان فى يديه قِدْح يعدل به ، وكان سواد بن غَزِيَّة مُسْتَنْصِلاً من الصف ، فطعن فى بطنه بالقدح ، وقال ( استويا يا سواد ) فقال سواد : يا رسول الله أوجعتنى فأقدنى ، فكسف عن بطنه وقال ( استقد يا سواد ) ، فأعتنقه سواد وقبل بطنه ، فقال : ( ما حملك على هذا يا سواد ؟) قال : يا رسول الله قد حضر ما ترى ، فأردت أن يكون أخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير . ولما تم تعديل الصفوف أصدر أوامره إلى جيشه بألا يبدأوا القتال حتى يتلقوا منه الأوامر ، ثم أدلى إليهم بتوجيه خاص فى أمر الحرب ، فقال : ( إذا أكثبوكم - يعنى اقتربوا منكم - فأرموهم واستبقوا نبلكم ، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم ) ثم رجع إلى العريش هو أبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ بكتيبة الحرس على باب العريش . أما المشركون فقد استفتح أبو جهل فى ذلك اليوم فقال : اللهم أقطعنا للرِحم ، وآتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة ، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فأنصره اليوم ، وفى ذلك أنزل الله سبحانه : * إن تستفحوا فقد جائكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين * الأنفال
ساعة الصفر وأول وقود المعركة :
وكان أول وقود المعركة الأسود بن عبد الأسد المخزومى- وكان رجلا شرسا سئ الخلق- خرج قائلا : أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لاهدمنه و لاموتن دنه ، فلما حر ج خرج إليه حمزة بن علد المطلب رضى الله عنه فلما التقيا ضربة حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دماً نحو أصحابه ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه ، يريد أن تبر يمينه ، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض .
المبارزة :
وكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة ، فقد خرج بعده ثلاثة من خيرة فرسان قريش كانوا من عائلة واحدة ، وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، فلما انفصلوا من الصف طلبوا المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار عَوْف ومُعَوَّذ ابنا الحارث - وأمهما عفراء - وعبد الله بن رواحة ، فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار . قالوا : أكفاء كرام ، ما لنا بكم حاجة ، وإنما نريد بنى عمنا ، ثم نادى مناديهم : يا محمد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا على ) ، فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟ فأخبروهم ، فقالوا : أنتم أكفاء كرام ، فبارز عبيدة - وكان أسن القوم - عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز على الوليد ـ فأما حمزة وعلى فلم يمهلا قرنيهما أن قتلاهما ، وأما عبيدة فأختلف بينه وبين قرنه ضربتان ـ فأثخن كل واحد منهما صاحبه ، ثم كر على وحمزة على عتبة فقتلاه ، واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنًا حتى مات بالصفراء ، بعد أربعة أو خمسة أيام من وقعة بدر ، حينما كان المسلمون فى طريقهم إلى المدينة ، وكان على يقسم بالله أن هذه الأية نزلت فيهم : * هذان خصمان اختصموا فى ربهم * الحج : 19
الهجوم العام :
وكانت نهاية هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة للمشركين ؛ إذ فقدوا من خيرة فرسانهم وقادتهم دفعة واحدة ، فاستشاطوا غضباً ، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد . وأما المسلمون فبعد أن استنصروا ربهم واستغاثوه وأخلصوا له وتضرعوا إليه تلقوا هجمات المشركين وقادتهم دفعة واحدة ، فأستشاطوا غضبا ، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد . وأما المسلمين فبعد أن استنصروا ربهم واستغاثوه وأخلصوا له وتضرعوا إليه تلقوا هجمات المشركين المتتالية ، وهم مرابطون فى مواقعهم ، واقفون موقف الدفاع ، وقد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة ، وهم يقولون : أحَد أحَد .
الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه :
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول : ( اللهم أنجز لى ما وعدتنى ، اللهم إنى أنشدك عهدك ووعدك ) ، حتى إذا حمى الوطيس ، واستدارت رحى الحرب بشدة واحتدم القتال ، وبلغت المعركة قمتها ، قال : ( اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد ، أللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً ) وبالغ فى الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فرده عليه الصديق ، وقال : حسبك يا رسوب الله ، ألححت على ربك . وأوحى الله إلى ملائكته : * أنى معكم فثبتوا الَّذين آمنوا سألقى فى قلوب الَّذين كفروا الرعب * الانفال : 12 ، وأوحى إلى رسول الله : * أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين * الانفال – أى إنهم ردف لكم ، أو يردف بعضهم بعضا أرسالاً ، لا يأتون دفعة واحدة .
نزول الملائكة :
وأغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة واحدة ، ثم رفع رأسه فقال : ( أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثنايا النقع ) – أى الغبار – وفى رواية ابن إسحاق : قال رسول الله : ( أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده ، وعلى ثناياه النقع ) ثم خرج رسول الله من باب العريش وهو يثب فى الدرع ويقول : * سيهزم الجمع ويولون الدبر * القمر ، ثم أخذ حفنة من الحصباء فأستقبل بها قريشاً وقال : ( شاهت الوجوه ) ورمى بها فى وجوههم ، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة ، وفى ذلك أنزل الله :* وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى * الأنفال
الهجوم المضاد :
وحينئذ أصدر إلى جيشه أوامره الأخيرة بالهجمة المضادة فقال : ( شدوا ) ، وحرضهم على القتال ، قائلا : ( والذى نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة ) ، وقال وهو يحضهم على القتال : ( قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ) ، - وحينئذ – قال عُمير بن الحمام : بَخً بَخً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟ ) قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها ، قال : ( فإنك من أهلها ) . فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن أنا حييت حتى أكل ثمراتى هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قتل . وكذلك سأله عوف بن الحارث – ابن عفراء – فقال : يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده ؟ فقال : ( غَمْسُه يده فى العدو حاسراً ) ، فنزع درعا كانت عليه فقذفها ، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل . وحين أصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بالهجوم المضاد كانت حدة هجمات العدو قد ذهبت وفتر حماسه ، فكان لهذه الخطة الحكيمة أثر كبير فى تعزيز موقف المسلمين ، فإنهم حينما تلقوا أمر الشد والهجوم – قد كان نشاطهم الحربى على شبابه – قاموا بهجوم كاسح مرير فجعلوا يقلبون الصفوف ، ويقطعون الأعناق ، وزادهم نشاطاً وحدة أن رأوا رسول الله يثب فى الدرع ، وقد تقدمهم فلم يكن أحد أقرب من المشركين منه ، وهو يقول فى جزم وصراحة : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) فقاتل المسلمون أشد القتال ونصرتهم الملائكة . ففى رواية ابن سعد عن عكرمة قال : كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدرى من ضربه ، وتندر يد الرجل لا يدرى من ضربها ، وقال ابن عباس : بينما رجل من المسلمين يشتد فى إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس يقول : أقدم حَيْزُوم ، فنظر الى المشرك أمامه ، فخر مستلقيا فوقه ، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فأخضر ذلك أجمع ، فجاء الأنصارى فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة ) . وقال أبو داود المازنى : إنى لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفى ، فعرفت أنه قد قتله غيرى ، وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيراً، فقال العباس : إن هذا والله ما أسرنى ، لقد أسرنى رجل أجلح ، من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ، وما أراه فى القوم ، فقال الأنصارى : أنا أسرته يا رسول الله ، فقال : ( اسكت فقد أيدك الله بملك كريم ) . وقال على : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوم بدر ، ولأبى بكر : ( مع أحدكما جبريل ومع الأخر ميكائيل ، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ، أو يكون فى القتال )
إبليس ينسحب عن ميدان القتال:
ولما رأى إبليس – وكان قد جاء فى صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجى كما ذكرنا ، ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت – فلما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه ، وتشبث به الحارث بن هشام – وهو يظنه سراقة – فوكز فى صدر الحارث فألقاه ، ثم خرج هاربا ، وقال له المشركون : إلى أين يا سراقة ؟ ألم تكن قلت : إنك جار لنا ، لا تفارقنا ؟ فقال : * إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب * الأنفال ، ثم فر حتى ألقى نفسه فى البحر .
الهزيمة الساحقة : وبدأت أمارات الفشل والاضطراب فى صفوف المشركين ، وجعلت تنهدم أمام حملات المسلين العنيفة ، واقتربت المعركة من نهايتها ، وأخذت جموع المشركين فى الفرار والانسحاب المبدد ، وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون ، حتى تمت عليهم الهزيمة .
صمود أبى جهل :
أما الطاغية الأكبر أبو جهل ، فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب فى صفوفه حاول أن يصمد فى وجه هذا السيل ، فجعل يشجع جيشه ويقول لهم فى شراسة ومكابرة لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم ، فإنه كان على ميعاد من محمد ، ولا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد ، فإنهم قد عجلوا ، فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال ، ولا ألفين رجلا منكم قتل منهم رجلا ، ولكن خذوهم أخذا حتى نعرفهم بسوء صنيعهم . ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة ، فما لبث إلا قليلاً حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين ، نعم بقى حوله عصابة من المشركين ضربت حوله سياجاً من السيوف ، وغابات من الرماح ، ولكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياج ، وأقلعت هذه الغابات ، وحينئذ ظهر هذا الطاغية ، ورآه المسلمين يجول على فرسه وكان الموت ينتظره أن يشرب من دمه بأيدى غلامين أنصاريين .
مصرع أبو جهل :
قال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : إنى لفى الصف يوم بدر إذ التفت ، فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن ، فكأنى لم آمن بمكانهما ، إذ قال لى أحدهما سراً من صاحبه : ياعم ، أرنى أبا جهل ، فقلت : يا بن أخى ، فما تصنع به ؟ قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والذى نفسى بيده لئن رأيته لا يفارق سوداى سواده حتى يموت الأعجل منا ، فتعجبت لذلك . قال : وغمزنى الآخر ، فقال لى مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول بين الناس . فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذى تسألانى عنه ، قال : فابتدراه فضربا حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أيكما قتله ؟ ) فقال كل واحد منهما : أنا قتلته ، قال : ( هل مسحتما سيفكما ؟ ) فقالا : لا . فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال ( كلاكما قتله ) ، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَلبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومُعَوَّذ ابن العفراء . وقال ابن إسحاق : قال معاذ بن عمرو بن الجموح : سمعت القوم ، وأبو جهل فى مثل الحَرَجَة – والحرجة : الشجرة الملتف ، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها ، شبه رماح المشركين وسيوفهم التى كانت حول أبى جهل لحفظة بهذا الشجرة – وهم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه قال : فلما سمعتها جعلته من شأنى فصمدت نحوه ، فلما أمكنى حملت عليه فضربته ضربة أطنَّتْ قدمه – أطارتها – بنصف ساقه ، فو الله ما شابهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها . قال : وضربنى ابنه عكرمة على عاتقى فطرح يدى فتعلقت بجلدة من جنبى ، وأجهضنى القتال عنه ، فلقد قاتلت عامة يومى وإنى لأسحبها خلفى ، فلما آذتنى وضعت عليها قدمى ، ثم تميطت بها عليها حتى طرحتها ، ثم مر بأبى جهل – وهو عقير – معوذ ابن عفراء فضربه حتى أثبته ، فتركه وبه رمق ، وقاتل معوذ حتى قتل . ولما انتهت المعركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ ) فتفرق الناس فى طلبه ، فوجده عبدالله بن مسعود رضى الله عنه وبه أخر رمق ، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليجتز رأسه ، وقال : هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال : وبماذا اخذانى ؟ أأعمد من رجل قتلتموه ؟ أو هل فوق رجل قتلتموه ؟ وقال : فلو غير أكار قتلنى ، ثم قال أخبرنى لمن الدائرة اليوم ؟ قال : لله والرسول ، ثم قال لأبن مسعود – وكان قد وضع رجله على عنقه : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم ، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم فى مكة . وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه ، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله هذا رأس عدو الله أبى جهل ، فقال : ( الله الذى لا إله إلا هو ؟ ) فرددها ثلاثاً ثم قال : ( الله أكبر الحمد لله الذى صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، انطلق أرنيه ) ، فأنطلقنا فأريناه إياه ، فقال : ( هذا فرعون هذه الأمة )