عزيزتى الأم
إذا سألك ولدك فأجبيه
يضيق صدر الأم أحيانا بما ينهمر عليها من أسئلة ولدها ، ولكن هل فكرت إلى من يلجأ ، ومن يجيبه الإجابة الصحيحة الشافية إن لم تكن الأم الواعية الصبورة .
أنه دائم التساؤل لما يقع لحسه وأمام نظره لأنه جديد ومثير لديه ، فلا تضجرى عزيزتى الأم لأن ما عندك مألوف وبالنسبة إليه محتاج إلى توضيح ، فأجبيه بروح لا تعرف السأم وبمنطق الود وعدم السخرية ، إنه يسأل مثلا كيف جاء إلى هذا الكون ؟
لقد أجاب الأستاذ العقاد طفلة سألته هذا السؤال بكل بساطة : ألا ترين هذا الإناء وقد وضعنا فيه بذرة كيف نمت رويدا وتشكلت لتصبح وردة رائعة مثلك .
أو إذا استفهم لماذا يجمد الماء أو يتحول إلى بخار ، أجبيه ببساطة تتمشى مع فكره الصغير ، فإن ستيفنسون استنتج من هذه المعلومات نظرية دفع البخار لعجلات القطار.
ولكن إذا تقاطرت الأسئلة بلا انقطاع وأحب بكل مكر أن يستحوذ على كل وقتك فلا تنهريه بل عليك أن تتحلى بطول البال مهما كانت مشاغلك لأن علماء النفس أثبتوا أنه كلما كثرت الأسئلة كان ذلك دليلا على حيوية التفكير والاتجاه إلى البحث عن حقيقة كل شئ ، وإن كل عالم لم يبلغ ما بلغه إلا بفضل روح توافقه إلى الاستقصاء والمعرفة فإذا صادف أما ضيقة الصدر والأفق شب إما جبانا متقوقعا منطويا على نفسه وإما مزعجا كثير الحركة ميالا إلى الإفساد والإتلاف تنفيسا عما لقيه من إحباط وخاصة من أمه .
وقد سبقنا الرسول صلى الله عليه وسلم فقدم وسائل تقييم نبوية بأن يثير أذهان سامعيه بأسئلة ثم يصحح لهم إجاباتهم كما كان يشجع من حوله على توجيه الأسئلة إليه ، وقد ثبت أخيرا بالتجربة أن الطفل لا يستفيد من صحبة ممن هم فى مثل سنه مثلما يستفيد من صحبة الكبار .
فالأم الواعية تستغل سؤال ابنها حتى تنمى معلوماته وتشحذ ذكاءه ، فلا يلجأ لأحد سواها كأن يسأل خادمة جاهلة تضلل عقله وتنحرف بمعلوماته.
أثارت رسالة الماجستير التى نالها الطبيب المصرى رمضان حافظ جدلا كبيرا بين الأوساط الدينية لأنها الأولى التى ربطت بين الأمراض الرئوية وبين تعاليم الإسلام ، بإتباع القرآن والسنة اللذان يدعوان إلى الحذر من الأمراض الطفيلية وكيفية الوقاية والعلاج .
فالإصابة بالأمراض الطفيلية من أكبر المشكلات الصحية الآن خاصة فى الدول النامية ، وقد شمل البحث جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية ، فأقل نسبة إصابة بين من تتراوح أعمارهم بين 40 - 60 عاما بينما ترتفع بين من هم 10 - 20 عاما ، وأكبر انتشار بين الذكور عنه فى الإناث ، وتكثر الإصابة فى المناطق المزدحمة .
وأكبر علاقة إيجابية بين الإصابة وبين العادات غير الصحية مثل عدم غسل اليدين قبل الأكل وبعد قضاء الحاجة .
وطبيب القلوب الإسلامية عليه الصلاة والسلام يقول ( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ) كما يقول ( إن الله نظيف يحب النظافة والذى نفس محمد بيده لن يدخل الجنة إلا نظيف ) ويقول أيضا ( الغسل يوم الجمعة واجب على كل مسلم ، أغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بنى إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم ) فالرؤية المستقبلية النافذة له ترينا أنه كان متنبئا بما سيحدث من أمراض آتية من الإهمال للنظافة سواء الشخصية أو العائلية .
كما أن العادات السيئة فى الريف كقضاء الحاجة فى الترع والقنوات أو البصق على الأرض حيث تجد الطفيليات مرتعا لنموها - خاصة البلهارسيا - كذلك إلقاء المخلفات وغسل الملابس والأوانى فى مجارى الأنهار مما يلوثها .
ويقول فى ذلك طبيب الإنسانية عليه الصلاة والسلام ( اتقوا الملاعن الثلاث : البراز فى الموارد وقارعة الطريق والظل ، والبصق على الأرض خطيئة كفارتها إهالة التراب عليها ) فهى ملاعن وليست أشياء عادية أو بسيطة وذلك لخطورتها ، وإن العدوى لابد وأن تنتقل إذا ما رسنا سلوكيات نهى الإسلام عنها .
والإسلام قدم لنا الحلول الجذرية لعلاج أخطر أمراضنا ، ورغم ذلك تناسينا دور الإسلام ونسبنا لأنفسنا العلاج
قدمته
ليلى حسنى