من وصايا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
روشتة من الطب النبوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت نفسى إليك ووجهت وجهى إليك وفوضت أمرى إليك والجات ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت ونبيك الذى أرسلت )
هذه هى وصيا السيد الرسول صلى الله عليه وسلم للذى يأتى إلى مضجعه ، أى الذى ينوى النوم ونستخلص من هذا الحديث الوصايا الآتية .
1ـ الوضوء قبل النوم 2ـ الصلاة 3ـ النوم على الجانب الأيمن 4 ـ الدعاء
* * *
1 ـ الوضوء :
ملطف طبيعى للجهاز العصبى لا يكلف الناس شيئا ويحفظ عليهم طاقاتهم بدلا من الملطفات الكيماوية التى أنهكت أجهزة الناس وأدت إلى أمراض عديدة منها الإدمان وتأتى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخر ما يقوم به طالب النوم ، حتى تسترخى أجهزته وتساعده على النوم هذا من الوجهة النفسية ، أما من الوجهة العضوية فالوضوء أخر اليوم ينظف أعضاء الإنسان قبل نوم يصل إلى سبع ساعات تقريبا تنشط فيه الجراثيم التى ربما علقت باليدين خاصة الفم والأنف والعين وأطراف الإنسان والتوصية بالغسل هذا وقاية حتمية من الأمراض المختلفة ونحن نعلم كم هى مضار هذه الجراثيم على أجهزة الإنسان المختلفة وهذه التوصية إذاً أمان من التوتر النفسى وأمان من التلوث الميكروبى
2ـ الصلاة :
والصلاة خشوع لله وخضوع وحركاتها سكون وهدوء وكلماتها أمان وصلح وسجودها قرب وتعبد .. وكل هذه المعانى مجلبة للطمأنينة التى نحتاجها قبل النوم حبذا ذلك من أخر عمل يقوم به الإنسان قبل النوم .
3ـ الاضطجاع على الجانب الأيمن :
والنوم على الجانب الأيمن يريح كبد الإنسان الذى يبلغ وزنه حوالى 2 كيلوجرام وعندما يستقر الكبد على يمين الإنسان وياتى فوقه القلب تتم عملية النوم بسلام وأما إذا نام على اليسار وركب الكبد فوق القلب تضطرب دورة القلب الدموية وتصاب بالقصور ويقل الدم الداخل إلى جداره وتثور شرارات إلى الأجهزة العصبية تعلمها بقلة الأكسجين الداخل إلى جدار القلب وعندئذ ترسل الأجهزة إنذاراتها لمركز الإحساس وتأتى هذه الإنذارات على شكل كوابيس يراها النائم بمخاوفها المختلفة فيصحوا من نومه مضطربا .
هذا سبب التوصية بالنوم على الجانب الأيمن حتى يستقر النائم إبان فترة نومه .
4ـ والدعاء :
أخر اليوم قبل النوم هو صفاء روحانى وتفويض للخالق العظيم بتولى الإنسان بالرعاية فى رحلة النوم هذا التفويض هو قمة الإيمان ومنح العبادة وصمام الأمان ومن يكن مع الخالق العظيم فى رحلاته كيف يكون انسه وتكون فرحته وتكون رعايته ، ولننظر الى هذا التفويض والسيد الرسول صلوات الله عليه وسلامه ومعه أبو بكر الصديق وهما فى الغار فى رحلة الهجرة بكل توقعاتها يقول الحق واصفا هذا المشهد ( ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) وكانت محبة الله هى الحافظة الواقية ونحن عند النوم نحتاج إلى صاحب يصحبنا فى هذه الرحلة ولا يصحبنا أبدا إلا الخالق العظيم . تعالوا ندعوه عند النوم ونقول كما علمنا الرسول ( اللهم أسلمت نفسى إليك ووجهت إليك وجهى وفوضت أمرى إليك والجات ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت وبنبيك الذى أرسلت )
عندئذ تتم الحلقة الرابعة وهى الدعاء بعد الاضطجاع على اليمين وبعد الصلاة وبعد الوضوء حلقات مباركات تصحبك فى نومك وتجعل هذه الرحلة معراجا إلى القرب من الله بتنظيف جسمك وتلبس التقوى نفسك وتتيامن كلك حفاظا لقلبك وتفوض نفسك أمورها لخالقها فيتقبل ربك بالقبول الحسن وتنال راحة النوم اللازمة لإعادة خلاياك إلى أحسن أوضاعها وترسل بعد النوم صفحات بيضاء ناصعة وطاقات جسمية وإيمانية عالية وتعاود التزود من طاقات التقوى التى تزيد قدرتك وتثقل ميزانك ويحق لك أن تقول بعد توالى الليل والنهار على شريعة السماء :
( ها كم اقرأوا كتابيه ، إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية )