زهرات من رياض العرب
...خير منه ...
قدم عقيل بن أبى طالب على معاويه فأكرمه وقربه ، وقضى عنه دينه ، ثم قال له فى بعض الأيام : يا عقيل .. أنا خير لك من أخيك على بن أبى طالب . قال : صدقت .. أخى أثر دينه على دنياه ، وأنت أثرت دنياك على دينك . فأنت خير لى منه ، وأخى خير لنفسه منك لنفسك .
...الأخلاص..
دخل إعرابى المسجد النبوى ، فصلى صلاة خفيفة . فقام إليه الأمام على – كرم الله وجهه – فخفقه بالدرة خفقة خفيفة ، وقال له : أعد صلاتك فأعادها الأعرابى مطمئنا ... فقال الأمام : هذه خير أم الأولى ؟ فقال الأعرابى : الأولى لأنى صليتها لله ، أما الثانية فقد صليتها خوف من الدرة !
....ذكاء....
كان الخليفة المأمون فى جلسة وحوله الأمراء والعلماء ، فجاءت امرأة تتظلم إليه وتقول : مات أخى وترك ستمائة دينار ، فلم يصبينى إلا دينار واحد . فقال المأمون : أترك أخوك أما وبنتين وزوجة وأثنى عشر أخا وأختا واحدة ؟
قالت : نعم يا أمير المؤمنين ....
قال : قد أخذتى حقك .. فللبنتين الثلثان : أربعمائة دينارا ، وللأم السدس مائه ، والزوجة الثمن خمسة وسبعون دينارا ، بقى خمسة وعشرين دينار ، لكل أخ ديناران ، وبقى دينار واحد لك .
فتعجب الحاضرون من فطنة وسرعة إجابته .
... مواساة ...
قال بعضهم : دخلت على بشر بن الحارث فى يوم شديد البرد ، فرأيته قد تعرى من ثيابه ، إلا ما يستر العورة ، وهو ينتفض من البرد فقالت له : يا أبا نصر الناس يزيدون فى الثياب فى مثل هذا اليوم ، وأنت تنقص منها !...
فقال : ذكر الفقراء وما هم فيه وليس عندى ما أواسيهم به ، فأردت أن أوافقهم بنفسى فى مقاساة البرد !
...هدايا...
ركب الرشيد وجعفر بن يحيى عن يساره فألتقى الرشيد فى طريقه بأحمال ثقيلة مقبلة ، فسأل عنها فقالوا له : هذه هدايا خرسان من على بن عيسى وكان الرشيد ولاه عليها بعد الفضل بن يحيى .. فقال الرشيد : أين كانت هذه الهدايا يا جعفر أيام أخيك ؟ فأجاب جعفر كانت فى منازل أصحابها يا أمير المؤمنين !
نقل بمعرفة
طائر الليل