عـبقـريـة الطـفـولـة
تتحدث بريطانيا عن طفلة في العاشـرة من العمر
أذهلت الأخصائيين في الأمراض النفسية
بمعرفتها الواسـعة بالنفس الإنسانية،
فهـي تعـرف
خبايا هذه النفس كعالم بارز في الأمور النفسية،
مع أنها في الأمور الأخرى مثل غيرها من الأطفال،
فهي تلعب، وتلهو، وتحب باربي والآيس كريم
والتنزه وقطف الأزهار البرية وعمل باقات منها
وتشعر بالضيق ..
عندما يوقظها أهلها صباحاً للذهاب إلى المدرسة.
والطفلة تدعى لـيبي ريـس،
ومن مدينة رينجوود في بريطانيا
وقد أصدرت حتى الآن كتابين
يعتبران من أكثر الكتب مبيعاً،
الأول بعنوان
::..المساعدة والأمل والسعادة ..::
وقد كتبته عندما كانت في السابعة من العمر،
والثاني بعنوان
::.. كيف تتغلب على القلق ..::
ويقول البروفيسور إيرل هامربيك
وهو من كبار الأخصائيين النفسيين في بريطانيا
موهبة هذه الطفلة في معرفة كيف يفكر الناس
ويشعرون بأنها غير عادية ولكن موهبتها الحقيقية
تتجلى في قدرتها على التعبير عن نفسها باللغة،
بطريقة واضحة وجميلة
وكتاب ليبي الأول كان عبارة عن مجموعة من الأشياء
التي كانت تقوم بها عندما كانت تحس بالكآبة،
فعند بلوغها السادسة من العمر
حدث خلاف بين والديها أدى إلى الطلاق،
وكانت الفتاة تسلي نفسها بأخذ كلبها في نزهة في الشارع،
أو في حديقة عامة، وأثناء ذلك،
تلقي بعض الأشياء، ككرة مثلاً،وتطلب منه أن يحضرها.
وخطر لها
أنها تستطيع أن تلهي نفسها عن أحزانها وكآبتها
بالطريقة نفسها التي تلهي بها كلبها وتشغله،
وتوصلت إلى عدة وسائل لإبعاد الكآبة عن نفسها،
ومن ذلك: قراءة كتاب ممتع
أو مشاهدة فيلم سينمائي أو الجلوس أمام التلفزيون،
وتذكر عبارات ساخرة تجعل الإنسان يضحك من أعماقه.
والأهم من ذلك كله،
أن يتخلص الإنسان من الضغوط بالصراخ والصياح،
ورفس قدميه في الهواء أو خبطهما في الأرض
إذ إن كل هذه الأشياء من شأنها
إعادة التوازن النفسي إليه.
وعندما تجمعت لديها الكثير من هذه الوسائل،
قررت إصدارها في كتاب.
ونشرت الطفلة الكتاب
فلاقى نجاحاً منقطع النظير فور صدوره،
فقد لمس فيه القراء الكثير من الواقعية والصدق،
خصوصاً أنه صدر عن طفلة
لم تتعلم حتى الآن كيف تغلف الكذب بالسولوفان
وتقديمه إلى الناس على أنه الحقيقة،
ولم تتضخم الأنا عندها.
إنها تعكس مشاعرها ببراءة،وربما المذهل في الأمر أن هذه الطفلة
تعبر عن أفكارها بشكل جيديعجز عنه حتى الكتّاب المتمرسون.
وتقول كاثرين لوجنان، والدة الطفلة:
عندما حدثتني ليبي عن مادة الكتاب
شعرت بأنه ممتع ولكن لم يخطر ببالي
أن الناشرين سيوافقون على نشره،
ولكن ليبي إتصلت بالبريد الإلكتروني بأحدهم،
فوافق على نشر الكتاب على الفور،
وطلب منها إعداد كتابين آخرين
ويقول مدير دار النشر التي أصدرت الكتاب:
إن الكتاب رائع بالفعل
وينبغي على الكبار قراءته قبل الصغار،
فهو مكتوب بأسلوب لا يحسنه إلا الأطفال
لقد كان الشاعر البريطاني وليام وورد زوورث يقول:
إن الطفل أستاذ الرجل
وعندما قال أحدهم لبيكاسو
إن رسومه تشبه رسوم الأطفال شعر بسعادة
وقال: لقد أمضيت 30 سنة من عمري
أتدرب على الرسم حتى أصبحت أرسم كما يرسم الأطفال
وأنـا أقـول
ليتنا نمتلك قلوب كــقلوب الأطفـال
صافية نقية طاهرة تنبض بالفطرة والشعور الصادق
الواقع أننا لانستطيع العودة إلى مرحلة الطفولة
ولكننا نستطيع العودة إلى منبع القيم الرائعة الجميلة ...
فأيام الطفولة رحلت بروحها وعطرها ..
ولم تبقي لنا بعدها سوى ذكرى ...