منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 14971045

 

 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالأربعاء مارس 17, 2010 10:59 am

4 تابع الرحيق المختوم فى سيرة الرسول
للشيخ صفى الرحمن

المولد وأربعون عاما قبل النبوة

المولد : ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة فى صبيحة يوم ألاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان ، ويوافق ذلك عشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان - المنصورى فورى - رحمه الله .
وروى أبن سعد أن أم رسول الله صلى الله علية وسلم قالت : لما ولدته خرج من فرجى نور أضاءت له قصور الشام ، وروى أحمد والدرامى وغيرهما قريبا من ذلك .
وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد ، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى ، وخمدت النار التى يعبدها المجوس ، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت ، وروى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما ، وليس له إسناد ثابت ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل .
ولما ولدته أمه أرسلت الى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ، فجاء مستبشرا ودخل به الكعبة ، ودعا الله وشكر له ، واختار له اسم محمد – وهذا الاسم لم يكون معروفا فى العرب – وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون .
وأول من أرضعته من المراضع – وذلك بعد أمه بأسبوع – ثويبة مولاة أبى لهب بلبن ابن لها يقال له : مسروح . وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب ، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى .

فى بنى سعد : وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادا لهم عن أمراض الحواضر ، ولتقوى أجسامهم ، وتشتد أعصابهم ، ويتقنوا اللسان العربى فى مهدهم فالتمس عبد المطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع ، واسترضع له امرأة من بنى سعد ابن بكر وهى حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله بن الحارث ، وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأبى كبشة من نفس القبيلة .
وأخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة : عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث وحذافة او جذامة بنت الحارث ( هى الشيماء ؛ لقب غلب على اسمها ) وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعا فى بنى سعد بن بكر ، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة ، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين من جهة ثويبة ومن جهة السعدية .
ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قصت منه العجب ، ولنتركها تروى ذلك مفصلا .
قال بن اسحاق : كانت حلمة تحدث : أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه فى نسوة من بنى سعد بن بكر ، تلتمس الرضعاء ، قالت : وذلك فى سنة شهبا لم تبقى شيئا ، قالت : فخرجت على أتان لى قمراء ، ومعنا شارف لنا ، والله ما تبض بقطرة ، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذى معنا ، من بكائه من الجوع ، ما فى ثديى ما يغنيه وما فى شارفنا ما يغذيه ، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج ، فخرجت على أتانى تلك فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ، ضعفا وعجفا ، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء ، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها : انه يتيم ، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبى الصبى ، فكنا نقول : يتيم ! وما عسى أن تصنع أمه وجده ، فكنا نكرهه لذلك ، فما بقيت امرأة قدمت معى إلا أخذت رضيعا غيرى ، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى : والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعا ، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه ، قال : لاعليك أن تفعلى . عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة ، قالت : فذهبت إليه وأخذته . وما حملنى على أخذه إلا لأنى لم أجد غيره ، قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلى ، فلما وضعته فى حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن ، فشرب حتى روى ، وشرب معه أخوه حتى روى ، ثم نام ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجى إلى شارفنا تلك ، فإذا هى حافل ، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا ، فبتنا بخير ليلة ، قالت : يقول صاحبى حين أصبحنا : تعلمى والله يا حليمة ، لقد أخذت نسمة مباركة قالت : فقلت : والله إنى لأرجو ذلك ، قالت : ثم خرجنا وركبت أنا أتانى ، وحملته عليها معى ، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شئ من حمرهم ، حتى إن صواحبى ليقلن لى : يا ابنة أبى ذؤيب ، ويحك ! أربعى علينا ، أليست هذه أتانك التى كنت خرجت عليها ؟ فأقول لهن : بلى والله ، إنها لهى هى ، فيقلن : والله إن لها شأنا . قالت : ثم قدمنا منازلنا من بلاد بنى سعد ، وما أعلم أرضا من : أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمى تروح على حين قدمنا به معنا شبعا لبنا ، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها فى ضرع ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعى بنت ذؤيب . فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن ، وتروح غنمى شبعا لبنا ، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا ، قالت : فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا ، لما كنا نرى من بركته . فكلمنا أمه ، وقلت لها : لو تركت إبنى عندى حتى يغلظ . فإنى أخشى عليه وباء مكة ، قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا .

شق الصدر : وهكذا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بنى سعد ، حتى إذا كان بعده بأشهر على قول ابن اسحاق ، وفى السنة الرابعة من مولده على قول المحققين وقع حادث شق صدره ، روى مسلم عن أنس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه فاستخرج منه علقه ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لامه – أى جمعه وضم بعضه إلى بعض – ثم أعاده فى مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – ظئره – فقالوا : إن محمدا قد قتل
فاستقبلوه وهو منتقع اللون – أى متغير اللون – قال انس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره .

الى أمه الحنون : وخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه ، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين ،
ورأت آمنة – وفاء لذكرى زوجها الراحل – أن تزور قبره بيثرب ، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو ومعها ولدها اليتيم – محمد صلى الله عليه وسلم – وخادمتها أم أيمن ، وقيمها عبد المطلب .
فمكثت شهرا ثم قفلت ، وبينما هى راجعة إذ لحقها المرض فى أوائل الطريق ، ثم اشتد حتى ماتت بالأبواء بين مكة والمدينة .

الى جدة العطوف : وعاد عبد المطلب إلى مكة ، وكانت مشاعر الحنو فى فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم ألذى أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة ، فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده فكان لا يدعه لوحدته المفروضة ، بل يؤثره على أولاده ، قال ابن هشام : كان يوضع لعبد الطلب فراش فى ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام جفر حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم
: دعوا إبنى هذا ، فوالله إن له شأنا ، ثم يجلس معه على فراشه ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع .
ولثمانى سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفى جده عبد المطلب بمكة ، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبى طالب شقيق أبيه .

الى عمه الشقيق : ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ، وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير ، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه ، ويبسط عليه حمايته ، ويصادق ويخاصم من أجله ، وستأتى نبذ من ذلك فى مواضعها .

يستسقى الغمام بوجهه : أخرج ابن عسكر عن جلهمة بن عُرفطة قال : قدمت مكة وهم فى قحط فقالت قريش : أبا طالب ، أقحط الوادى ، وأجدب العيال فهلم فاستسق ، فخرج أبو طالب ومعه غلام ، كأنه شمس دُجنة . تجلت عنه سحابة قتماء ، حوله أُغيلمة ، فأخذه أبو طالب ، فألصق ظهره بالكعبة ، ولاذ بأصبعه الغلام ، وما فى السماء قزعة ، فأقبل السحاب من هاهنا وأغدق واغدودق ، وانفجر الوادى ، وأخصب النادى والبادى ، وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال: وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه ثِمالُ اليتامى عِصمْةٌ للأرامل

بحيرى الراهب : ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنتى عشرة سنة – قيل : وشهرين وعشرة أيام – ارتحل به عمه أبو طالب تاجرا إلى الشام ، حتى وصل إلى بُصْرىَ – وهى معدودة من الشام ، وقصبة لحُوران ، وكانت فى ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التى كانت تحت حكم الرومان ، وكان فى هذا البلد راهب عرف ببحيرى ، واسمه – فيما يقال : جرجس . فلما نزل الركب خرج إليهم ، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك ، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ،
هذا يبعثه الله رحمة للعالمين ، فقال له ( أبو طالب ) وأشياخ قريش : ( وما علمك بذلك ) ؟ فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا ، ولا يسجدان إلا لنبى ، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، ( وإنا نجده فى كتبنا ) ثم أكرمهم بالضيافة . وسأل أبا طالب أن يرده ، ولا يقدم به إلى الشام ، خوفا عليه من الروم واليهود ، فبعثه عمه مع بعض غلمانه الى مكة .

حرب الفجار : وفى السنة العشرين من عمره صلى الله عليه وسلم وقعت فى سوق عكاظ حرب بين قريش – ومعهم كنانة – وبين قيس عَيْلان ، تعرف بحرب الفجار وسببها : أن أحد بنى كنانة ، وأسمه البَراَض ، اغتال ثلاثة رجال من قيس عيلان ، ووصل الخبر إلى عكاظ فثارالطرفان ، وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب ابن أمية ، لمكانته فيهم سنا وشرفا ، وكان الظفر فى أول النهار لقيس على كنانة ، حتى إذا وسط النهار كانت الدائرة تدور على قيس ، ثم تداعى بعض قريش إلى الصلح على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد ، فاصطلحوا على ذلك ، ووضعوا الحرب ، وهدموا ما كان بينهم من العداوة والشر ، وسميت بحر الفجار ، لانتهاك حرمة الشهر الحرام فيها ، وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ينبل على عمومته ، أى يجهز لهم النبل للرمى .

حلف الفضول : وعلى أثر هذه الحرب رفع حلف الفضول فى ذى القعدة فى شهر حرام تداعت إليه قبائل من قريش : بنو هاشم وبنو عبد المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم ابن مرة ، فاجتمعوا فى دار عبد الله بن جدعان التيمى ، لسنه وشرفه ، فتقاعدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة : لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لى به حمر النعم ، ولو أدعى به فى الإسلام لأجبت .
وهذا الحلف روحه تنافى الحمية الجاهلية التى كانت العصبية تثيرها ، ويقال فى سبب هذا الحلف : أن رجلا من زُبَيْد قدم مكة ببضاعة ، واشتراها منه العاص بن وائل السهمى ، وحبس عنه حقه ، فأستدعى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزوم ، وجمحا وسهما وعديا فلم يكترثوا له ، فعلا جبل أبى قُبَيس ، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعا صوته ، فمشى فى ذلك الزبير بن عبد المطلب ، وقال : ما لهذا مترك ؟ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم فى حلف الفضول ، فعقدوا الحلف ثم قاموا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدى .

حياة الكدح : ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين فى أول شبابه ، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنما ، رعاها فى بنى سعد ، وفى مكة لأهلها على قراريط ، ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب ، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبى السائب المخزومى فكان خير شريك له ، لا يدارى ولا يمارى ، وجاءه يوم الفتح فرحب به ، وقال مرحبا يأخى وشريكى .
وفى الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرا إلى الشام فى مال خديجة رضى الله عنها ، قال ابن إسحاق : كانت خديجة بنت خويلد امرأة تجارة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال فى مالها وتضاربهم إياه بشئ تجعله لهم ، وكانت قريش قوما تجارا ، فلما بلغها عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه ، فعرضت عليه أن يخرج فى مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له : ميسره ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وخرج فى مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام .

زواجه بخديجة : ولما رجع إلى مكة ، ورأت خديجة فى مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه من خلال عذبة ، وشمائل كريمة ، وفكر راجح ، ومنطق صادق ، ونهج أمين ، وجدت ضالتها المنشودة – وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبى عليهم ذلك – فتحدثت بما فى نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه ، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم ، تفاتحه أن يتزوج خديجة ، فرضى بذلك ، وكلم أعمامه ، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه ، وعلى اثر ذلك تم الزواج وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين ، وأصدقها عشرين بكرة ، وكانت سنها إذ ذاك أربعون سنة ، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبا وثروة وعقلا ، وهى أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت .
وكان أولاده منها سوى ابراهيم ، ولدت له : أولا القاسم – وبه كان يكنى – ثم زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، وعبد الله ، وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر ، ومات بنوه كلهم فى صغرهم ، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن ، إلا أنهن أدركتهن الوفاة فى حياته سوى فاطمة رضى الله عنها . فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به .

بناء الكعبة وقضية التحكيم : ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبة ، وذلك لان الكعبة كانت رَضماً فوق القامة ، ارتفاعها تسعة أدرع من عهد إسماعيل عليه السلام ، ولم يكن لها سقف فسرق نفر من اللصوص كنزها ألذى كان بجوفها ، وكانت مع ذلك قد تعرضت – باعتبارها أثرا قديما – للعوادى التى أدهت بنيانها ، وصدعت جدرانها ، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام ، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار ، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصا على مكانتها ، واتفقوا على ألا يدخلوا فى بنائها إلا طيبا ، فلا يدخلون فيها مهر بغى ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس ، وكانوا يهابون هدمها ، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومى ، فـأخذ المعول وقال : اللهم لا نريد إلا الخير ، ثم هدم ناحية الركنين ، ولما لم يصبه شئ تبعه الناس فى الهدم فى اليوم الثانى ولم يزالوا فى الهدم حتى وصلوا الى قواعد إبراهيم ، ثم أرادوا الأخذ فى البناء فجزأوا الكعبة ، وخصصوا لكل قبيلة جزءا ، فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة ، وأخذوا يبنونها ، وتولى البناء بناء رومى أسمه : باقوم ، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه فى مكانه ، وأستمر النزاع أربع ليل أو خمسا ، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس فى أرض الحرم ، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوا ، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه هتفوا : هذا الأمين ، رضيناه ، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم ، وأخبروه الخبر طلب رداء وأمرهم أن يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه فى مكانه ، وهذا حل حصيف رضى به القوم .
وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع ، وهى التى تسمى بالحجر والحطيم ، ورفعوا بابها من الأرض ، لئلا يدخلها إلا من أرادوا ، ولما بلغ البناء خمسة عشرة ذراعا سقفوه على ستة أعمده .
وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريبا ، يبلغ ارتفاعه 15 مترا وطول ضلعه الذى فيه الحجر الاسود والمقابل 10 امتار ، والحجر موضوع على ارتفاع متر ونصف من أرضية المطاف ، والضلع ألذى فيه الباب والمقابل له 12 مترا وبابها على ارتفاع مترين من الأرض ، ويحيط بها من الخارج قصبة من البناء أسفلها
متوسط ارتفاعها 25 ، من المتر ومتوسط عرضها 30 ، .. من المتر وتسمى بالشاذروان . وهى من أصل البيت لكن قريشا تركتها .

السيرة الاجمالية قبل النبوة : كان النبى صلى الله عليه وسلم قد جمع فى نشأته خيرا ما فى طبقات الناس من ميزات ، وكان طرازا رفيعا من الفكر الصائب ، والنظر السديد ، ونال حظا وافرا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف ، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناه الحق ، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات فعاف ما سواها من خرافه ، ونأى عنها ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم فما وجد حسنا شارك فيه ، وإلا عاد إلى عزلته العتيده ، فكان لا يشرب الخمر ولا يأكل مما ذبح على النصب ، ولا يحضر للأوثان عيدا ولا احتفالا ، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة ، حتى لم يكن شئ أبغض إليه منها ، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى .
ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ . فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع الدنيا ، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحموده – تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما هممت بشئ مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين ، كل ذلك يحول الله بينى وبينه ، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته ، قلت ليلة للغلام ألذى يرعى معى الغنم بأعلى مكة : لو أبصرت لى غنمى حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب ، فقال : أفعل ، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفا ، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : عرس فلان بفلانة ، فجلست أسمع ، فضرب الله على أذنى فنمت ، فما أيقظنى إلا حرالشمس ، فعدت الى صاحبى فسألنى ، فأخبرته ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك ودخلت بمكة فأصابنى مثل أول ليلة ..ثم ما هممت بسوء)
وروى البخارى عن جابر بن عبد الله قال : لما بنيت الكعبة ذهب النبى صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجر، فقال العباس للنبى : اجعل ازارك على رقبتك يقيقك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال : ( إزارى ، إزارى ) فشد عليه ازاره وفى رواية : فما رؤيت له عورة بعد ذلك .
وكان النبى يمتاز فى قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة وشمائل كريمة ، فكان أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقا وأعزهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا والينهم عريكة وأعفهم نفسا وأكرمهم خيرا وأبرهم عملا ، وأوفاهم عهدا وآمنهم أمانة حتى سماه قومه : الأمين لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية ، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها يحمل الكل ، ويكسب المعدوم ، ويقرى الضيف ، ويعين على نوائب الحق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رانيا حاتم
عضو متوسط
عضو متوسط
رانيا حاتم


عدد المساهمات : 14
نقاط : 28
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالأربعاء مارس 17, 2010 2:18 pm

اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بكم أخي الفاضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 23, 2010 3:29 pm

رانيا حاتم كتب:
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بكم أخي الفاضل


ممتن جدا لمرورك اسعد الله أيامك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العالم الصغير




عدد المساهمات : 8
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 33

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالخميس مارس 25, 2010 8:13 am

شكرا شكرا يا طاااااااااااااااااااااائر الليل
santa santa santa santa santa santa santa
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالجمعة مارس 26, 2010 8:54 pm

العالم الصغير كتب:
شكرا شكرا يا طاااااااااااااااااااااائر الليل
santa santa santa santa santa santa santa


مرورك مميز تمنياتى لك بوقت ممتع مع خير السير
سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
نفعنا الله بها جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالخميس أبريل 08, 2010 11:22 am

السيرة العطرة الطاهرة المطهرة سيرة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه اجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 10, 2010 10:23 am

رانيا حاتم كتب:
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بكم أخي الفاضل

الأخت رانيا حاتم
كل عام وانت بخير
رمضان كريم اعاده الله علينا جميعا بالخير واليُمن والبركات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4   4  -  سيرة الرسول  -   المولد وأربعون عاما قبل النبوة   -  4 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 10, 2010 10:26 am

العالم الصغير كتب:
شكرا شكرا يا طاااااااااااااااااااااائر الليل
santa santa santa santa santa santa santa

الأستاذ العالم الصغير
كل عام وانت بخير
رمضان كريم مبارك اعاده الله علينا جميعا بالخير واليُمن والبركات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
4 - سيرة الرسول - المولد وأربعون عاما قبل النبوة - 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 5 - سيرة الرسول - العهد المكى -
» على باب الرسول
»  أحفظ عن الرسول صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: