س ، ج عن رمضان
اللواء الإسلامى العدد رقم ( 680 )
أجاب عن الأسئلة الشيخ ( عبد المنصف محمود )
س ــ ما رأى الدين فى شخص قام لتناول طعام السحور فسمع أذان
الفجر فأستمر فى تناول طعامه وشرابه حتى شبع ثم أمسك عن أكل أى مفطر بقية يومه حتى غروب الشمس ؟
ج ــ إذا دخل وقت الفجر فى رمضان لا يجوز شرعا لمن وجب عليه الصوم الأكل والشرب والجماع وعليه الإمساك عن كل ذلك فإذا أكل أو تناول ما من شأنه أن يفطر عامدا فقد فسد صومه وعليه أن يتم يومه مراعاة لحرمة الشهر ووجب عليه القضاء عند الشافعية إلا إذا كان عن طريق الوقاع فإنه يجب عليه القضاء مع الكفارة العظمى أكان مفسد الصوم أكلا أم شربا أم جماعا وهى حسب الميسور له صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا غذاء وعشاء أو فطورا وسحورا مشبعين أو إعطاء كل مسكين نصف صاع من بر أو دقيق أو قيمة ذلك نقدا .
س ــ ما الذى ينبغى للصائم مراعاته من الآداب ؟
ج ــ للصوم آداب ينبغى للصائم أن يقوم بمراعاتها حتى يكون صومه مقبولا إن شاء الله تعالى : وهى تتركز فى ستة أمور .
1 ـ غض البصر عن كل ما يحرم شرعا النظر إليه ، وعن كل ما يشغل القلب ، ويلهى عن ذكر الله تعالى .
2 ـ كف السمع عن الإصغاء ، إلى كل مكروه أو محرم نهارا وليلا .
3 ـ حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة ، وفحش القول والجدال والخصام .
4 ـ كف بقية الجوارح ، من اليد والرجل وغيرهما ، عن الأثام والمكاره ، ويدخل فى ذلك ، كف الفم والبطن عن تناول المحرمات ، كالخمر والنبيذ والمخدرات والسموم البيضاء القاتلات ، والمغصوبات والمسروقات .
5 ـ ألا يكثر من الطعام وقت الإفطار ، حتى يمتلىء جوفه ، فإن هذا يذهب بثمرة الصيام ، وهى قهر الشيطان بكسر الشهوة .
6 ـ أن يكون قلبه وقت الإفطار ، بين الخوف والرجاء ، لأنه ليس يدرى أيقبل صومه ، فيكون من المقربين ، أم يرد عليه فيكون من المقبوحين المحرومين .
س ــ ما الحكم فيمن أكل أو شرب ناسيا فى نهار رمضان ؟ وهل يطالب بالقضاء أم لا ؟
ج ــ من أكل أو شرب ناسيا فى نهار رمضان ، ثم أقلع فور تذكره ، بأن لفظ ما فى فمه ولم يبتلعه فصومه صحيح ، ولا قضاء عليه ، روى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) متفق عليه .
وأخرج الإمام أحمد فى مسنده عن مولاة لبعض الصحابيات : أنها كانت عند النبى صلى الله عليه وسلم ، فأتى بقصعة من ثريد فأكلت منها ، ثم تذكرت أنها صائمة ، فقال لها ذو اليدين : الآن بعدما شبعت ؟ فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : أتمى صومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك .
وروى الحاكم فى مستدركه عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أفطر فى رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة ) .
س ــ ما الحكمة فى أن الله تبارك وتعالى : أختص شهر رمضان بالصوم ؟ مع بيان فضله .
ج ــ إن شهر رمضان : من أجل الشهور قدرا وأكثرها بركة وأعمها خيرا وحسبه من الفضائل وعظم القدر ، أن الله تعالى اختصه بما لم يختص به غيره واختاره من بين الشهور ليكون غرة فى جبين الدهر ولتكون لحظاته الباسمة ، أسعد لحظات طافت بالكون ونعمت به الإنسانية ففي ليلة من لياليه جليلة القدر عظيمة الشأن أشرقت الأرض بنور ربها وبزغت فيها كواكب العرفان بنزول القرآن على أعظم إنسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى أمين ) الشعراء .
وأى زمان أكرم على الإنسانية من شهر نزل فيه القرآن العظيم هبة من السماء للأرض وهداية الخلق إلى الحق ومشكاة تضىء للناس طريق العظمة والخلود ، قال تعالى ( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) البقرة .
ومن هنا نعلم : أن رمضان هو شهر القرآن بما له من صلة قدسية ففيه تنزل القرآن فشع النور على العالم الضارب فى الظلام الغارق فى بحار الجهالة والأوهام كذلك ليس بعجيب أن يكون شهر رمضان هو شهر الصيام .
س ــ ماذا يفعل الصائم عند تناول طعام الإفطار أو السحور ؟
ج ــ ينبغى للصائم : الاعتدال فى تناول فطوره وسحوره ، فلا يفرط فى تناول الطعام ، لأن الاسترسال فى شهوة البطن كثيرا ما يفضى إلى إصابة الجسم بشتى الأمراض وقد قيل البطن أصل الداء والحمية أصل الدواء وعودوا كل جسم ما أعتاد أى فى حدود ما أباحه الإسلام وقد قال بعض الحكماء : ( أكبر الدواء تقدير الغذاء ) وقال حكيم العرب الحارث بن كلدة : عندما سئل عن أفضل الدواء ؟ قال : (أن ترفع يديك عن الطعام وأنت تشتهيه ) أى وعندك قابلية للاستزادة منه ومن نفيس الحكم : ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ) والصوم بإجماع الأطباء : حمية منظمة وفى بعض الحالات المرضية : يأمر الطبيب المريض بالامتناع عن تناول الأطعمة أو بعضها لتصفى عروقه فتنفع فيها الأدوية ، وعن على ابن الحسين رضى الله عنه أنه قال ( جمع الله الطب كله فى نصف أية ) فقال : ( كلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف .
وروى الترمذى عن المقدام بن معد يكرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ ابن أدم وعاء أشر من بطنه ، بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) فالإنسان : يستفيد من الإقلال من الطعام والشراب : صفاء القلب وإيقاد العزيمة وإنقاذ البصيرة وتزكية النفس وصحة البدن .
موضوع: س ، ج : عن رمضان اللواء الإسلامى العدد رقم ( 680 ) ــ 4 ــ 
الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 6:49 am