بسم الله الرحمن الرحيم
من مجلة النفس المطمئنة العدد رقم ( 3 ) إبريل 1985 تجربة رائدة ....... تحقيق / زينب أبو غنيمة
العمل أثناء العلاج أحدث وسيلة للشفاء ... ويخلص المريض من التوتر والقلق ويبعده عن الانطواء
تجربة رائدة قامت بها مستشفى الدكتور أبو العزائم تمت خلالها توجيه بعض نزلاء المستشفى من المرضى تحت إشراف علمى وطبى لبعض الأعمال التى فى مقدرتهم القيام بها مما كان له اكبر الأثر فى اندماجهم فى الحياة الاجتماعية التى ابتعدوا عنها خلال فترات مرضهم وتعتبر التجربة من أحدث وسائل العلاج التى تؤهل المريض النفسى للخروج من عزلته وتسرع بشفائه .
وفى لقاء مع الدكتور/ جمال ماضى أبو العزائم حول نشأة فكرة العلاج قال :
لقد كان لى شرف العمل بدار الاستشفاء للصحة النفسية على مدار 34 عاما منذ عام 1943 حتى عام 1977 وفقت والحمد لله فى إقامة أقسام جديدة للعلاج بالعمل ، وقد نجح هذا العلاج فى إخراج الكثيرين من المرضى المزمنين الذين يعانون من الانطواء والتدمير والعناد والاندفاع إلى حياة مستقرة وإنتاج متزايد يوما بعد يوم وتحسنت الأوضاع بالدار وقل عدد المرضى بها حتى وصل إلى 1800 مريض بعد أن كان 4200 مريض عام 1967 وكانت أعداد المرضى فى تزايد مستمر قبل هذا التاريخ مما شكل متاعب عديدة للعلاج .
وعن نشأة القسم بالمستشفى ؟
أجاب ألدكتور جمال :
منذ إنشاء المستشفى بمدينة نصر كانت السياسة التى يقوم بها العلاج هى تكامل العلاج الطبى مع العلاج النفسى مع العلاج بالعمل بالإضافة إلى الرياضة والموسيقى كل ذلك مع العلاج الدينى الذى نحرص على أن يكون له دوره فى العلاج ، وقد بدأ العلاج بالعمل يتطور بعد أن أرسل السيد / اشرف جمال المشرف على العلاج إلى بعثات تدريبية فى الخارج وبعد أن اطلع على الجديد فى هذا المجال فى المؤسسات التأهيليه فى كل من أمريكا وباكستان ، بدأ القسم بإنشاء أماكن لاستيعاب أعداد كبيرة من النزلاء وتشعبت فروعه وأصبح يضم بجوار الأقسام التقليدية كزراعة الحدائق والعمل فى الأقسام والمساعدة فى إدارة المستشفى والتدريب على الطهى وأعمال النجارة والسجاد والكليم ثم تطور إلى أعمال تجميعيه لأدوات مختلفة ترسلها المصانع إلى المستشفى لتجميعها وتغليفها ثم جاءت خطوة أخرى بإنشاء مطبعة بالمستشفى لطباعة مجلة النفس المطمئنة ولاقى هذا الاتجاه ترحيب وإقبال من المرضى لما يحويه من أعمال عديدة لكتابة المقالات على الآلات الكاتبة وتنسيقها وطبعها وجمعها وتدبيسها وتسويتها وإصلاح الأخطاء ثم المراجعة وحملها للتوزيع كل ذلك فى مجموعات ومعهم الأخصائيين ، ونظرا لآن هناك موعد ثابت لصدورها ورغم قلة الخبرة فى مجال الطباعة إلا أن الجميع أبدا اهتماما لاجتياز هذه التجربة حتى أنهم فى بعض الأيام أمتد بهم العمل حتى وقت متأخر من الليل وهم فى غاية النشاط ، وعندما تم ذلك العمل غمت الفرحة الفريق كله ونال المجدون الحوافز كما دفع المتأخرين إلى العمل بطريقة نفسية حكيمة وأصبح هذا الاتجاه اتجاها علاجيا .
وفى سؤال أخر عن كيفية اختيار المرضى للعمل ؟
أجاب مدير المستشفى :
ويختار الفريق العلاجى لكل عمل شخصيات خاصة حتى يتلائم العمل مع سمات الشخصية وبذلك يتمكن الفريق العلاجى من استخدام العمل كوسيلة لتغيير السمات المرضية إلى سمات مستقرة بناءه يسكن بعدها النزلاء وتطمئن نفوسهم ويعودون للمجتمع والمستشفى تأمل أن يأتى اليوم الذى توفر فيه عملا مشرفا لكل رواد هذا القسم يحققوا به ذاتهم ويحولوا طاقتهم إلى طاقات نافعة ، وفى اتجاه أخر تسعى لإتمام مشروعها الجديد على البحيرات المرة لشاطئ قنال السويس كمزرعة علاجية لاستيعاب طاقات أكثر وأكثر من رواد هذا القسم ، وكما ذكرنا فى خبر " تجربة فريدة " أن القسم يطور نفسه بالتعاون مع كل مؤسسات التأهيل فى نيويورك والسويد وباكستان .
نقل بمعرفة
طائر الليل
موضوع: العمل أثناء العلاج أحدث وسيلة للشفاء 
السبت يناير 30, 2010 3:09 am
