منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
جرير بن عبد الله البجلى  14971045

 

 جرير بن عبد الله البجلى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

جرير بن عبد الله البجلى  Empty
مُساهمةموضوع: جرير بن عبد الله البجلى    جرير بن عبد الله البجلى  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 23, 2010 5:39 am

جرير بن عبد الله البجلى


يوسف هذه الأمة وخادم خدم الرسول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما كان النبى صلى الله عليه وسلم يخطب فى يوم من شهر رمضان من السنة العاشرة للهجرة إذ به يعلن أثناء الخطبة قدوم رجل مهيب له سمات الملوك فيقول : ( يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة من الملوك ) . عندئذ شخص الصاحبة نحو الباب الذى أومأ إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليروا من القادم ، وما هى إلا دقائق حتى دخل جرير بن عبد الله البجلى ، وكان كما وصفه الرسول عليه مهابة الملوك ووجهه كأنه شقة قمر .
وإذ رأى جرير أن العيون شاخصة إليه ومصوبة نحوه فقد أدرك أنه جرى حديث عنه ، فسأل الرجل الذى جلس بجواره : هل ذكرنى أحد قبل دخولى ؟ ، فهمس إليه الرجل : نعم ذكرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنطلق تيار من الحبور فى شرايين جرير ، وقال لنفسه : إن النبى الذى اصطفاه الله وأختاره لرسالته ، ويأتيه خبر السماء ، ليس بكثير عليه أن يكشف الله له حجب الزمان والمكان فيرانى وأنا بعيد عنه .
ولما فرغ النبى صلى الله عليه وسلم من خطبته دعا جرير إلى الجلوس بجواره وبسط رداءه وأجلسه عليه ، وألتفت إلى أصحابه وقال لهم : ( إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه ) ، عندئذ عرف الصحابة مكانة جرير ، فانتظروا حتى يتعرفوا على السبب الذى جاء من أجله ، ولم تمضى دقائق حتى بسط جرير يده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبايعه على الإسلام ، وأن يعلمه كيف يكون مسلماً فقال له الرسول : ( يا جرير أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ، وأن تؤمن بالله واليوم الأخر والقدر خيره وشره وتصلى الصلاة المكتوبة وتؤدى الزكاة المفروضة ) .
كانت كلمات الرسول تنطلق شفافة رفافة مضيئة فيهتز لها وجدان جرير ابن عبد الله ، وتتجاوب له مشاعره ، وكانت أشعة الإيمان تنساح على ملامحه فتزداد حسناً وجمالاً وأحس أن الإسلام أضاء عقله وجوارحه ، وكأنما نور بداخله يصوغ أعماقه صياغة جديدة لكن مكث جرير بالمدينة فترة من الزمن تعلم خلالها من الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يراقب الله فى السر والعلن ، وكيف يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وكيف يجاهد فى سبيل الله بماله ونفسه ، وكيف يتحصن من وساوس الشيطان وكيف يعيش فى معية الله ، وكيف يعتبر نفسه ضيفا على الدنيا ، ستنتهى ضيافته فيها ما بين لحظة وأخرى ، وكيف يستثمر كل وقته فى عبادة الله سواء كانت ذكرا وصلاة ، أو كانت عملاً نافعاً .. لقد تعلم جرير من الرسول صلى الله عليه وسلم كل مبادىء الإسلام وأدابه وقيمه ، فالتزمها ولم يحد عنها قيد شعرة ، وكان حبه للرسول حب يفوق الوصف .. فكان يصلى خلفه كل الفرائض ، ويحضر كل مجالسه ، ويستوضح منه كل مسألة تعن له فكان يزداد كل يوم علماً ومعرفة ، وتزداد بصيرته شفافية واستنارة ، وكان لا يتفانى فى خدمة الرسول فحسب ، وإنما يخدم خدم الرسول أيضا ، حتى أن الخدم كانوا يخجلون من تواضع جرير بينما كان جرير يرى فى خدمة خدم الرسول شرفاً له .. وكان جرير يتوق إلى القتال فى سبيل الله ، ولكنه كان لا يستطيع الثبات على الخيل وقد شكا إلى النبى صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فدعا له بأن يثبته الله على ظهور الخيل .
بعد أن دعا النبى لجرير بأن يثبته على ظهور الخيل ، ركب جرير جوادا فأحس بأنه ثابت عليه وأن باستطاعته أن يخوض به المعارك ، فطلب إلى النبى صلى الله عليه وسلم أن يكلفه بالأعمال التى يكلف بها الفوارس ، وأن ينيط به أخطر الأمور التى تتيح له فرصة التضحية والفداء .
كان النبى صلى الله عليه وسلم يريد أن يهدم أصنام اليمن أسمه ( ذو الخلصة ) بفتح الخاء واللام ، وكانوا يسمونه فى الجاهلية ( الكعبة اليمنية ) ، وكانت قبيلتا خثعم وبجيلة تعبدان أصنام هذا البيت فقال النبى لجرير : ( يا جرير ألا تكفينى ذا الخلصة ؟ ) فقال جرير : بلى يا رسول الله .
كان هذا أول عمل عسكرى يقوم به جرير ، فقد واتته الفرصة التى كان يطمح إليها ، وهى الجاهد فى سبيل الله .. خرج جرير فى مائة وخمسين من رجال قبيلته ، عاقدين العزم على هدم ذى الخلصة حتى ولو خاضوا معركة ضارية وعندما بلغوا بيتا الأصنام هذا ، وأحاطوا به ، قام خدام هذا البيت والمنتفعون بما يقدم لأصنامه من قرابين بالدفاع عنه ، وحدث اقتتال شديد أبدى فيه جرير ورجاله بسالة نادرة حتى تمكنوا من القضاء على هؤلاء الصنمين ، وهدموا بيت ذى الخلصة وأحرقوا الأصنام ، ثم عادوا إلى المدينة ظافرين منتصرين .
أثنى النبى صلى الله عليه وسلم على ما فعله جرير ورجاله ، وأمر جرير بأن يقوم بأعمال مماثلة فى هدم بيوت الأصنام التى مازالت موجودة فى أماكن متفرقة ، وكما فعل جرير ببيت ذى الخلصة فعل ببيوت الأصنام الأخرى ، حيث هدمها وأحرق أصنامها .
وقد أشترك جرير فى غزوة حنين ، وكان جهورى الصوت ، فأمره الرسول بأن ينادى فى الذين ولوا مدبرين لكى يعودوا إلى القتال من جديد .
وهكذا استمر جرير بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم ، يتعلم على يديه ، ويلبى أوامره ويؤدى واجبه المقدس تحت راية الإسلام ولما انتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ، شارك جرير فى جميع المعارك الإسلامية بدءا من معارك الردة حتى القادسية ، وكان له دور فعال فى كل هذه المعارك .
أما من أطلق على جرير ( يوسف هذه الأمة ) لما تمتع به من ملاحة وجمال فهو عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. ولكن جمال هذا البطل أتت عليه المعارك التى خاضها ، حتى أنه حين وافته المنية فى سنة إحدى وخمسين هجرية وجدوا جسده مليئا بالجراح .
رضى الله عن جرير بن عبد الله البجلى ، فقد كان قلبه مضيئاً بحب الله ورسوله ، وقد بذل كل ما يملك فى سبيل نصرة الإسلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جرير بن عبد الله البجلى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: شخصيات اسلامية و تاريخية-
انتقل الى: