أحب الأعمال إلى الله
عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل ) رواه مسلم .
المحبة من الله تعالى إرادة الثواب أى أكثر الأعمال ثواباً أدومها لأنه بدوام العمل القليل تستمر الطاعة والإخلاص ، والإقبال على الله بخلاف الكثير الشاق فإن العمل الدائم ولو كان قليلاً ينموا ويصبح أكثر من الكثير المنقطع أما الذى يترك بعد الدخول فيه فهو كالمعرض بعد الوصول .
ولطالما وجه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن ياتوا من الأعمال ما يوافق استطاعتهم كقوله : ( إذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم ) ، وهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عبد الله ألم أخبرك انك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وان لعينيك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وأن لزورك ـ أى لضيفك ـ عليك حقا وان بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها ..) .. رواه البخارى ومن المعلوم أن منهج الإسلام قام على الاعتدال والقصد فى الأمور كلها لا إفراط ولا تفريط .. قال تعالى .. ( وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا ) وقال : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) .
وقال تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وقال : ( وما جعل عليكم فى الدين من حرج ) وقال صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون ) أى الذين يبالغون ويتشددون فى الأمور وقال : ( أن الدين يسر ولن يشاد الدين أحداً إلا غلبه فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا ) .
وكثيرا ما نادى الإسلام بتواصل أعمال الخير ودوامها وعدم احتقار اليسير منها قال عليه الصلاة والسلام : ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) والفرسن ـ هو عظم قليل اللحم ويطلق عليه الظلف ـ وقد قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .
وقد قاوم الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يغالون فى أعمالهم روى أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو بحبل ممدود بين الساريتين فقال : ( ما هذا الحبل ) قالوا هذا حبل زينب تقوم تصلى فإذا فترت قامت فتعلقت به فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( حلوه ) ثم قال ( ليصلى أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد )
د / أحمد عمر هاشم