من أهم أصول الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملآن الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم
فى هذا الحديث الشريف توجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعض أصول هامة من أصول الإسلام التى تنهض بحياة الأفراد والجماعات إلى خيرى الدنيا والآخرة وقد دعا رسول الله المسلمين إلى كل أصل من هذه الأصول فأبرز أهم جوانبه نفعا فى إيجاز بليغ من جوامع كلامه صلى الله عليه وسلم .
فبدأ أولاً بالطهارة لأنها أساس العبادة وبها تتم التخلية من الرذائل الحسية أو المعنوية وتقوم بتهيئة المسلم للتحلى بفضائل الإسلام فقال : ( الطهور شطر الإيمان ) ومعناه : التطهير ولنتنزه من سائر النجاسات حسية كانت أو باطنية وهذا ما نرجحه ونستحسنه فإن الطهور فى الإسلام على ضربين : أحدهما : حسية وهى طهارة البدن والثوب والمكان من كل حدث ونجس بالوضوء والغسل وإزالة النجاسة .
والثانى : طهارة معنوية باطنية وهى طهارة القلب بطهارته من الرياء والحقد والبغضاء وما إلى ذلك من الرذائل الباطنية وقد أمر الله تعالى بتطهير الداخل والخارج وتطير الداخل بالتوبة إلى الله وتطهير الخارج بإزالة الحدث أو النجس بالماء قال تعالى ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
ثم وجه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى منزلة الحمد لله سبحانه وتعالى فقال ( الحمد لله تملأ الميزان ) وقد ثبت بنص القرآن والسنة وجود الميزان يوم القيامة وأن الأعمال توزن لله وأن للميزان ثقلا وخفة ومعنى هذه العبارة أن كلمة ( الحمد لله ) تجسد وتملأ الميزان ويترتب على هذا عظم ثوابها ولا مانع أن يخلق الله تعالى الأعمال بأجسام حقيقية بأن تكون الأعمال الصالحة بيضاء مشرقة والأعمال السيئة سوداء مظلمة .
وهناك معنى ثان : هو كلمة ( الحمد لله ) تملأ الميزان لما لهذه الكلمة من الثواب العظيم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماوات والأرض ) فالتسبيح تنزيه الله تعالى عن كل نقص والحمد والاعتراف لله بكل نعمة وخير
د / أحمد عمر هاشم