احفظ عن الرسول
صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احفظ عن السيد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو فرحاً مستبشراً مساء كل يوم ويقول : ( اللهم إنى أمسيت منك فى نعمة وعافية وستر فزدنى نعمة وعافية وسترا فى الدنيا والآخرة ) . دعاء له قيمته ومعانيه النفسية . فالنعمة والعافية والستر هى تمتم الشعور براحة الجسم وراحة النفس وراحة الضمير فى مجتمع يعرف أهدافه ويقى أفراده وهذا لا يأتى إلا لمن راقب نفسه
والتزم بالمبادئ والقيم فى حرية عادله وصلح بين دوافعه الأمارة ونفسه المطمئنة .
وهذا الصلح والعدل أجمل سمة يتحلى بها الفائزون العائدون مساء كل يوم سعداء فرحين .. فهل نحن منهم ؟ . إن هناك فريق لا يستبصر بالسعادة التى تتم بين قوى النفس وينقاد وراء أهوائه ويقع صريع المرض الجسمى والنفسى وينبذ مجتمعه ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) .. نداء لكل هؤلاء العودة إلى الاستبصار بالسعادة فى الحياة كيف تتم وكيف نحصل عليها دون أن نحطم أجسامنا وأنفسنا . لقد وهب الله كلاً منا جواهر لا تقدر بثمن وهى خلاياه التى تحس وتبصر وتسمع وتذوق وتشم وتفكر وتدبر وتقى الإنسان من الشرور المحيطة به .. إن هذه الجواهر الهامة المتواجدة فى فص مخ الإنسان والتى رتبت ترتيباً بديعاً وسكنت فراغ الجمجمة وحفظت حفظاً دقيقاً ويصل إليها غذاؤها عن طريق الشرايين التى تدق وتدق حتى توصل الغذاء والأكسجين لكل خلية منها . ولو دققت النظر واستعلمت المكبرات الميكروسكوبية الالكترونية فسوف تنبهر انبهاراً لا مثيل له وأنت ترى هذا التركيب المبدع هذه الدقة التى ركبت هذه الأنسجة بعضها على بعض وكلها متصلة ببعض بملايين الاتصالات وتنطلق الشرارات الكهربية بدقة بين هذه المجموعة أو تلك حسب الاتصالات التى وضعها لها الحق ( صنع الله الذى أتقن كل شىء ) .
إن هذه الكنوز أمانة حملها الإنسان وقمة السعادة أن نحرص على قيامها بوظيفتها على أحسن وضع . وهذه الكنوز أمانة حملها الإنسان وقمة السعادة أن نحرص على قيامها بوظيفتها على أحسن وضع . وهذه الكنوز تستقبل من نوافذ الجهاز العصبى العينين الأذنين الفم الأنف وجلود الإنسان المختلفة . كل ما أودعناه من تسجيل فى هذه الكنوز يكون رصيد الإنسان من المعرفة ويصبح سلوكا بتوالى معايشة الإنسان مع الوقت فيأخذ من الأم والأب والمجتمع سمات الشخصية ومع نضوج الإنسان وتعامله مع واقع مجتمعه يصبح له نموذج خاص فى الحياة فصفحات الجهاز العصبى بيضاء لا خطوط عليها فى أول أيام حياته ومع توالى هذه الأيام يخط الوالدان والمجتمع خطوطهم عليها وتكون للقدوة والتعليم والتقليد أثارها على هذه الصفحات وتتكون الشخصية .
د/ جمال ماضى أبو العزائم
موضوع: أحفظ عن الرسول صلى الله عليه وسلم 
الخميس سبتمبر 30, 2010 6:08 am
