منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
 تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  - الجزء السابع - 14971045

 

  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السابع -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

 تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  - الجزء السابع - Empty
مُساهمةموضوع: تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السابع -    تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  - الجزء السابع - Icon_minitimeالسبت سبتمبر 18, 2010 8:08 am

تابع المرحلة الثانية
الدعوة جهارا
الجزء السابع


سجود المشركين مع المسلمين وعودة المهاجرين:

وفى رمضان من نفس السنة خرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى الحرم ، وفيه جمع كبير من قريش ، فيهم سادتهم وكبراؤهم ، فقام فيهم ، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم ، ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل ، لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضاً ، من قولهم :
سورة( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تعقلون )
فصلت ـ فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة ، وقع آذانهم كلام إلهى خلاب ، وكان أروع كلام سمعوه قط ، أخذ مشاعرهم ، ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إليه ، لا يخطر بباله شىء سواه ، حتى إذا تلا فى خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب ، ثم قرأ :
( فاسجدوا لله واعبدوا ) سورة النجم ـ ثم سجد ، لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجداً ، وفى الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد فى نفوس المستكبرين والمستهزئين ، فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين .
وسقط فى أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لوى زمامهم ، فارتكبوا عين ما كنوا يبذلون قصارى جهدهم فى محوه وإفنائه ، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب ، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين ، وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير ، وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم :
( تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهم لترتجى )
؛ جاءوا بهذا الإفك المبين ليعتذروا عن سجودهم مع النبى ، وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يألفون الكذب ، ويبطلون الدس والافتراء .
وبلغ هذا الخبر إلى مهاجرى الحبشة ، ولكن فى صورة تختلف تماماً عن صورته الحقيقية ، بلغهم أن قريش أسلمت ، فرجعوا إلى مكة فى شوال من نفس السنة ، فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار وعرفوا جلية الأمر رجع منهم من رجع إلى الحبشة ، ولم يدخل فى مكة من سائرهم أحد إلا مستخفياً ، أو فى جوار رجل من قريش .
ثم اشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش ، وسطت بهم عشائرهم ، فقد كان صعب على قريش ما بلغها عن النجاشى من حسن الجوار ، ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى .

الهجرة الثانية إلى الحبشة :

واستعد المسلمون للهجرة مرة أخرى ، وعلى نطاق أوسع ، ولكن كانت هذه الهجرة الثانية أشق من سابقتها ، فقد تيقظت لها قريش وقررت إحباطها ، بيد أن المسلمين كانوا أسرع ، ويسر الله لهم السفر ، فانحازوا إلى نجاشى الحبشة قبل أن يدركوا .
وفى هذه المرة هاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً إن كان فيهم عمار ، فإنه يشك فيه ، وثمانى عشرة أو تسع عشرة امرأة .

مكيدة قريش بمهاجرى الحبشة :

عز على المشركين أن يجد المهاجرون مأمنا لأنفسهم
ودينهم ، فاختاروا رجلين جلدين لبيبين ، وهما :
عمرو بن العاص وعبد بن أبى ربيعة ـ قبل أن يسلما ـ وأرسلوا معهما الهدايا المستطرفة للنجاشى ولبطارقته ، وبعد أن ساق الرجلان تلك الهدايا إلى البطارقة ، وزوداهم بالحجج التى يطرد بها أولئك المسلمون ، وبعد أن اتفقت البطارقة أن يشيروا على النجاشى بإقصائهم ، حضروا إلى النجاشى ، وقدما له الهدايا ثم كلماه فقالا له .
أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا فى دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعث إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم ؛ لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عيناً ، واعلم بما عابوا عليهم ، وعاتبوهم فيه .
وقالت البطارقة :
صدقا أيها الملك ، فأسلمهم إليهما ، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم ، ولكن رأى النجاشى أنه لا بد من تمحيص القضية ، وسماع أطرافها جميعاً ، فأرسل إلى المسلمين ، ودعاهم ، فحضروا ، وكانوا قد أجمعوا على الصدق كائناً ما كان .
فقال لهم النجاشى :
ما هذا الدين الذى فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به فى دينى ولا دين أحد من هذه الملل .
قال جعفر بن أبى طالب ـ وكان هو المتكلم عن المسلمين : أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية ؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتى الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل منا القوى الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ،لا نشرك به شيئاً ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه ، وآمنا به ، وأتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئاً ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا فى ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا فى جوارك ، ورجونا ألا نظلم عنك أيها الملك .
فقال له النجاشى :
هل معك مما جاء به عن الله شىء ؟
فقال له جعفر
نعم .
فقال له النجاشى : فاقرأه على ، فقرأ عليه صدراً من ( كهيعص )
فبكى والله النجاشى حتى أخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ، ثم قال لهم النجاشى :
إن هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ، ولا يكادون ـ يخاطب عمرو بن العاص وصاحبه ـ فخرجا ، فلما خرجا
قال عمرو بن العاص لعبد الله بن أبى ربيعة : والله
لآتينه غداً عنهم بما استأصل به خضراءهم ، فقال له عبد الله بن أبى ربيعة :
لا تفعل ، فإن لهم أرحاماً وإن كانوا قد خالفونا ، ولكن أصر عمرو على رأيه .
فلما كان الغد قال للنجاشى :
أيها الملك ، إنهم يقولون فى عيسى ابن مريم قولاً عظيماً ، فأرسل إليهم النجاشى يسألهم عن قولهم فى المسيح ففزعوا ، ولكن أجمعوا على الصدق ، كائناً ما كان ، فلما دخلوا عليه وسألهم ، قال له جعفر
نقول فيه الذى جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم :
هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .
فأخذ النجاشى عوداً من الأرض ثم قال :
والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود ، فتناخرت بطارقته ، فقال ::
وإن نخرتم والله .
ثم قال للمسلمين :
اذهبوا فأنتم شٌيوم بأرضى ـ والشٌيوم
الآمنون بلسان الحبشة ـ من سبكم غرم ، من سبكم غرم ، من سبكم غرم ، ما أحب أن لى دبراً من ذهب وأنى آذيت رجلاً منكم ـ والدبر
الجبل بلسان الحبشة .
ثم قال لحاشيته :
ردوا عليهما هداياهم فلا حاجة لى بها ، فوالله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد على ملكى ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس فى فأطاعهم فيه .
قالت أم سلمة التى تروى هذه القصة :
فخرجا من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاء به ، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار .
هذه رواية ابن إسحاق ، وذكر غيره أن وفادة عمرو بن العاص إلى النجاشى كانت بعد بدر ، وجمع بعضهم بأن الوفادة كانت مرتين ، ولكن الأسئلة والأجوبة التى ذكروا أنها دارت بين النجاشى وبين جعفر بن أبى طالب فى الوفادة الثانية هى نفس الأسئلة والأجوبة التى ذكرها ابن إسحاق هنا ، ثم إن تلك الأسئلة تدل بفحواها أنها كانت فى أول مرافعة قدمت إلى النجاشى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السابع -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تابع المرحلة الثانية من الدعوة جهارا - الجزء الثانى -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثالث -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الخامس
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثامن -
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السادس -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: