س ، ج - عن رمضان - مجلة اللواء االإسلامى العدد ( 326 ) رقم 1

من مجلة اللواء الإسلامى

العدد ( 326 ) السنة السابعة
أجاب على الأسئلة
الشيخ / إبراهيم الوقفى

س – ما هو الأفضل للمسافر فى رمضان الصيام أو الفطر ؟

ج – اختلف العلماء فى الأفضل للمسافر فى رمضان والمريض هل الفطر لهما أفضل أو الصوم ؟ فقال مالك والشافعى الصوم أفضل للمسافر إذا قوى عليه لقوله تعالى ( وإن تصموا خير لكم ) وقيل هو مخير لحديث أنس قال سافرنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان فلم يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم وروى عن عثمان بن أبى العاص الثقفى وأنس بن مالك صاحبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما قالا : الصوم فى السفر أفضل لمن قوى عليه وهو قول أبى حنيفة وأصحابه وروى عن ابن عمر وابن العباس الرخصة أفضل وقال به الشعبى وسعيد بن المسيب وأحمد والأوزعى فكل هؤلاء يقولون : الفطر أفضل لقوله تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد العسر ) والصوم أفضل للمريض إذا لم يشق عليه روى بن ماجة وابن حيان عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس من البر الصيام فى سفر ) وروى أحمد والبزار والطبرانى عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصة كما يكره أن تؤتى معصية ) وقال قتادة ومجاهد : أفضلهما أيسرهما على المرء .

س – ماذا يستحب للصائم مما يشغل به نفسه أثناء الصيام ؟

ج – يستحب للصائم أن يشغل نفسه بأمور كثيرة منها تلاوة القرآن الكريم والذكر والتسبيح ومذاكرة العلم والإكثار من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ليلا أو نهارا ومنها تعجيل الفطر بعد التحقيق من غروب الشمس وتأخير السحور ومنها الدعاء عقب الفطر كأن يقول : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وبك أمنت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ، ومنها كف اللسان عن فضول الكلام وأما كفه عن الحرام كالغيبة والنميمة والكذب فواجب فى كل زمان ويتأكد فى رمضان ومنها الإكثار من الصدقة والإحسان إلى الأرحام والفقراء والمساكين .

س – إذا افطر المريض ثم مات قبل أن يشفى أو سافر مسافر ثم مات فى سفرة ؟ ؟

ج – ذهب جمهور العلماء إلى أن من أفطر لمرض فى رمضان فمات فى مرضه أو سافر فأفطر ثم مات فى سفره أنه لا شىء عليهما وقال طاووس وقتادة فى المريض يموت قبل أن يصح وفى المسافر الذى يموت فى سفره قبل أن يقيم يطعم عنهما الولى والأرجح قول الجمهور .

هل فرض الله على المسلمين صوما قبل صوم رمضان ؟

اختلف العلماء فى فرض الصوم قبل صيام رمضان فروى عن قتادة وعطاء أن المفروض على المسلمين كان ثلاثة أيام من كل شهر ثم فرض نسخ ذلك بفرضية صيام رمضان وحجتهم فى ذلك قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية ) فإنه يفيد على أنه واجب على التخيير أما صوم رمضان فإنه واجب على التعيين فوجد أن يكون صوم هذه الأيام غير رمضان وذهب الجمهور إلى قوله تعالى ( كتب عليكم الصيام ) مجمل محتمل أن يكون يوما أو يومين أو أكثر من ذلك فبينه بعض البيان بقوله تعالى ( أياما معدودات ) وهذا أيضا محتمل أن يكون أسبوعا أو شهرا فبينه تعالى بقوله ( شهر رمضان ) فكان ذلك حجة واضحة على أن الذى فرض على المسلمين هو شهر رمضان ولم يرد خبر تقوم به حجة بأن صوما فرضه الله على أهل الإسلام غير شهر رمضان ثم نسخ بصوم رمضان .

س – هل الأفضل تناول طعام السحور أو ترك السحور ؟

ج – أخرج البخارى ومسلم عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن فى السحور بركة ) ظاهر الحديث يفيد وجوب السحور ولكنه صرف عنه إلى الندب والبركة فى السحور باعتبار أتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوى به على العبادة وزيادة النشاط ولكن من الصائمين من أعتاد ترك السحور والاكتفاء بالإفطار والسحور عنده يحدث له تخمة فهؤلاء لا بأس بتركهم له .

س – هل يباح للصائم استعمال السواك ؟

ج – السواك من السنن المؤكدة التى حافظ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووردت فى الترغيب فيه أحاديث كثيرة منها ابن ماجة عن أبى أمامه رضى الله عنه أن رسول الله قال : تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما جاءنى جبريل إلا واوصانى بالسوا ك حتى لقد خشيت أن يفرض على وعلى أمتى ولولا أنى أخاف أن اشق على أمتى لفرضته عليهم وإنى لأستاك حتى خشيت أن أحفى مقاوم فمى ) وروى أحمد والبزار عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( فضل صلاة بالسواك على صلاة بغير سواك سبعون ضعفا )
والسواك مطلوب فى جميع الأوقات للصائم وغير الصائم وبخاصة فى خمس أوقات عند الوضوء وعند القيام إلى الصلاة وقراءة القرآن وعند الاستيقاظ من النوم وعند تغيير الفم ولا يكره استعمال السواك للصائم بعد زوال الشمس عند جمهور العلماء خلافا للإمام الشافعى لما ترتب عليه زوال رائحة الفم مستدلا بما رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك )

س – هل من السنة صوم الستة من شوال ؟

ج – صوم ستة أيام من شوال مندوب وقال المالكية يكره صوم ستة من شوال إذا كان الصائم ممن يقتدى به أو صامها متصلة بيوم الفطر أو صامها متتابعة أو أن يظهر صومها وعند الحنفية يستحب أن يكون صومها متفرقة فى كل أسبوع يومان .