منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) 14971045

 

 1 - ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم ( 1 )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: 1 - ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم ( 1 )   1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Icon_minitimeالأربعاء يناير 20, 2010 3:17 pm

[right]الرحيق المختوم فى سيرة الرسول
للشيخ صفى الرحمن
ديانات العرب قبل مولده صلى الله عليه وسلم
كان معظم العرب يدينون بدين إبراهيم عليه السلام منذ أن نشأت ذريته في مكة وانتشرت فى جزيرة العرب، فكانوا يعبدون الله ويوحدونه ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف ، حتى طال عليهم الأمد ونسوا حظا مما ذكروا به، إلا أنهم بقى فيهم التوحيد وعدة شعائر من هذا الدين، حتى عمرو بن لحى رئيس خزاعة، وكان قد نشأ على أمر
عظيم من المعروف والصدقة والحرص على أمورالدين، فأحبه الناس ودانوا له، ظناً منهم انه من أكابر العلماء
وأفاضل الأوليـاء.
ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان فاستحسن ذلك وظنه حقا، لأن الشام محل الرسل والكتب
فقدم معه بهبل وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا
أهل مكة، لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم .
وكان هبل من العقيق الأحمر على صورة إنسان، مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك، فجعلوا له
يد من ذهب، وكان أول صنم للمشركين وأعظمه وأقدسه عندهم.
ومن أقدم أصنامهم مَناة، كانت لهُذيل وخزاعة، وكانت بالمُشَلَّل على ساحل البحر الأحمر حذو قُدَيْد، والمشلل:
ثنية جبل يهبط منها إلى قديد . ثم اتخذوا اللات فى الطائف، وكانت لثقيف، وكانت فى موضع منارة مسجد الطائف
اليسرى، ثم اتخذوا العُزَّى بوادى نخلة الشامية فوق ذات عرق، وكانت لقريش وبنى كنانة مع كثير من القبائل الأخرى.
وكانت هذه الأصنام الثلاثة أكبر أوثان العرب ثم كثر فيهم الشرك، وكثرت الأوثان فى كل بقعه .
ويذكر أن عمرو بن لحى كان له رئى من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح – وداً و سواعاً ويغوث
ويعوق ونسراً – مدفونة بجده، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها
إلى أوطانها .
فأما ود : فكانت لكلب بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق، وأما سواع : فكانت لهذيل
بن مدركه بمكان يقال له : رُهَاط من أرض الحجاز من جهة الساحل بقرب مكة، وأما يغوث : فكانت لبنى غُطَيف
من بنى مراد، بالجرف عند سبأ، وأما يعوق : فكانت لهمدان فى قرية خيوان من ارض اليمن، وخيوان : بطن
من همدان، وأما نسرا : فكانت لحمير لآل ذى الكلاع فى ارض حمير .
وقد اتخذوا لهذه الطواغيت بيوت كانت يعظمونها كتعظيم الكعبة، وكانت سدنه وحجاب . وكانت تهدى لها
كما يهدى للكعبة، مع اعترافهم بفضل الكعبة عليها .
وقد سارت قبائل أخرى على نفس الطريق، فاتخذت لها أصناما آلهه وبنت لها بيوتا مثلها، فكان منها ذو
الخلصة لدوس وخثعم وبجيله، ببلادهم من أرض اليمن، بتبالة بين مكة واليمن، وكانت فلس لبنى طيئ ومن
يليها بين جبلى طيئ : سلمى وأجا، وكان منها ريام، بيت بصنعاء لأهل اليمن وحمير، وكانت منها رضاء،
بيت لبنى ربيعه بن كعب بن سعد ابن زيد، مناة بن تميم، وكان منها الكعبات لبكر وتغلب ابنى وائل، ولإياد بسنداد وكان لدوس أيضا صنما يقال له : ذو الكفين، ولبنى بكر ومالك وملكان أبناء كنانة صنم يقال له سعد، وكان لقوم من عذره صنم يقال له : شمس، وكان لخولان صنم يقال له عميانس .
وهكذا انتشرت الأصنام ودور الأصنام فى جزيرة العرب، حتى صار لكل قبيلة ثم فى كل بيت منها صنم
أما المسجد الحرام فكانوا قد ملأوه بالأصنام، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت
ثلاثمائة وستين صنما . فجعل يطعنها بعود فى يده حتى تساقطت، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت،
وكان فى جوف الكعبة أيضا أصنام وصور، منها صنم على صورة إبراهيم . وصنم على صورة إسماعيل. عليهماالصلاة السلام -. وبيدهما الأزلام وقد أزيلت هذه الأصنام ومحيت هذه الصورأيضا يوم الفتح.
وقد تمادى الناس فى غيهم هذا حتى يقول أبو رجاء العطاردى رضى الله عنه : كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا
حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الأخر، فإذا لم نجد جمعنا جثوه من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به
وجملة القول : أن الشرك وعبادة الأصنام كانا أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية الذين كانوا يزعمون
أنهم على دين إبراهيم عليه السلام .
أما فكرة الشرك وعبادة الأصنام فقد نشأت فيهم على أساس أنهم لما رأوا الملائكة والرسل والنبين وعباد الله الصالحين من الأولياء والأتقياء والقائمين بأعمال الخير – لما رأوهم أنهم أقرب خلق الله إليه، وأكرمهم درجه
وأعظمهم منزلة عنده، وأنهم قد ظهرت على أيديهم بعض الخوارق والكرامات، ظنوا أن الله أعطاهم شيئا من القدرة والتصرف فى بعض الأمور التى تختص بالله سبحانه وتعالى، وأنهم لأجل تصرفهم هذا ولأجل جاههم ومنزلتهم عند الله يستحقون أن يكونوا وسطاء بين الله سبحانه وتعالى وبين عامة عباده فلا ينبغى لأحد أن يعرض حاجته على الله الا بواسطة هؤلاء، لأنهم يشفعون له عند الله، وأن الله لا يرد شفاعتهم لأجل جاههم، كذلك لا ينبغى القيام بعبادة الله إلا بواسطة هؤلاء، لأنهم بفضل مرتبتهم سوف يقربونه إلى الله زلفى.
ولما تمكن منهم الظن ورسخ فيهم هذا الاعتقاد اتخذواهم أولياء، وجعلوهم وسيلة فيما بينهم وبين الله سبحانه
وتعالى، وحاولوا التقرب اليهم بكل ما رأوه من أسباب التقرب، فنحتوا لمعظمهم صورا وتماثيل، إما حقيقية تطابق صورهم التى كانوا عليها، وإما خياليه تطابق ما تخيلوا لهم من الصور فى أذهانهم – وهذه الصور والتماثيل هى التى تسمى بالأصنام .
وربما لم ينحتوا لهم صورا ولا تماثيل، بل جعلوا قبورهم وأضرحتهم وبعض مقراتهم ومواضع
نزولهم واستراحتهم أماكن مقدسة، وقدموا إليها النذور والقرابين، وأتوا لها بأعمال الخضوع والطاعات،
وهذه الأضرحة والمقرات والمواضع هى التى تسمى بالأوثان .
أما عبادتهم لهذه الأصنام والأوثان فكانت لهم فيها تقاليد وأعمال ابتدع أكثرها عمرو بن لحى،
وكانوا يظنون أن ما أحدثة عمرو بن لحى فهو بدعه حسنه، وليس بتغيير لدين إبراهيم عليه السلام، فكان
من جملة عبادتهم للأصنام والأوثان أنهم .
1 – كانوا يعكفون عليها ويلتجئون إليها .. ويهتفون بها، ويستغيثونها فى الشدائد، ويدعونها لحاجاتهم، معتقدين
أنها تشفع عند الله، وتحقق لهم ما يريدون .
2 – وكانوا يحجون إليها ويطوفون حولها ويتذللون عندها، ويسجدون لها .
3 – وكانوا يتقربون إليها بأنواع من القرابين، فكانوا يذبحون وينحرون لها على أنصابها، كما كانوا يذبحون
بأسمائها فى أى مكان .
4 – وكان من أنواع التقرب إلى هذه الأصنام والأوثان أنهم كانوا يخصون لها شيئا من مآكلهم ومشاربهم حسبما
يبدوا لهم، وكذلك كانوا يخصون لها نصيبا من حرثهم وأنعامهم، ومن الطرائف : أنهم كانوا يخصون من ذلك
جزاء لله أيضا . وكانت عندهم عدة أسباب ينقلون لأجلها إلى الأصنام ما كان لله، ولكن لم يكونوا ينقلون إلى الله
ما كان لأصنامهم.
5- وكان من أنواع التقرب إليها النذر فى الحرث والأنعام.
6- وكانت منها البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى.
قال سعيد بن المسيب : البحيرة : التى يمنع درها للطواغيت . فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة : كانوا
يسيبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شئ، والوصيلة : الناقة البكر تبكر فى أول نتاج الإبل بأنثى، ثم تثنى بعد
بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى، ليس بينها ذكر . والحامى : فحل الإبل يضرب
الضراب المعدود ( العشر من الإبل ) فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت، وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه
شئ وسموه الحامى .
وقال ابن إسحاق : البحيرة بنت السائبة، هى الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس بينهم ذكر، سيبت فلم يركب
ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، فما تنتج بعد ذلك من أنثى شقت أذنها، ثم خلى سبيلها مع
أمها فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، كما فعل بأمها، فهى البحيرة بنت السائبة،
والصيلة : الشاة إذا أتأمت عشرة إناث متتابعات فى خمسة أبطن ليس بينهم ذكر جعلت وصيلة . قالوا : قد وصلت
. فكان ما ولد بعد ذلك من للذكور منهم دون إناثهم إلا أن يموت شئ فيشترك فى أكله ذكورهم وإناثهم، والحامى
: الفحل إذا نتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر حمى ظهره فلم يركب، ولم يجز وبره وخلى فى إبله يضرب
فيها، لا ينتفع منه بغير ذلك .
وقد مر سعيد بن المسيب أن هذه الأنعام كانت لطواغيتهم وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
Sad رأيت عمرو بن عامر بن لحى الخزاعى يجر قصبه – أى أمعاءه – فى النار ) لأنه أول من غير دين إبراهيم،
فنصب الأوثان وسيب السائبة، ووصل الواصله، وحمى الحامى .
كانت العرب تفعل كل ذلك بأصنامهم معتقدين أنها تقربهم إلى الله وتوصلهم إليه، وتشفع لديه .
وكانت العرب تستقسم بالأزلام، والزلم : القدح ألذى لا ريش له، وكانت الأزلام ثلاثة أنواع :
1- نوع فيه ثلاثة أسهم، أحدها : (نعم ) وثانيها : ( لا ) وثالثها : ( غفل ) . كانوا يستقسمون بها فيما يريدون من
العمل، من نحو السفر والنكاح وأمثالهما فإن خرج ( نعم ) عملوا به، وإن خرج ( لا) أخروه عامه ذلك حتى
ياتوه مرة أخرى، وإن طلع ( غفل ) أعادوا الضرب حتى يخرج واحد من الأولين.
2- ونوع فيه المياه والعقول والديات .
3- ونوع فيه ( منكم ) أو من ( من غيركم ) أو ( ملصق )، فكانوا إذا شكوا فى نسب أحدهم ذهبوا به إلى هبل،
وبمائة درهم وجزور، فأعطوها صاحب القدح، فان خرج ( منكم ) كان منهم وسيطا، وإن خرج عليه ( من
غيركم ) كان حليفا، وإن خرج عليه ( ملصق ) كان من منزلته فيهم، لانسب ولا حلف .
ويقرب من هذا الميسر والقداح، وهو ضرب من القمار، كانوا يقتسمون به لحم الجزور التى كانوا يتقامرون
عليها ، وذلك أنهم كانوا يشترون الجزور نسيئة فينحرونها ويقسمونهاثمانية وعشرون قسما ، أو عشرة أقسام، ثم
يضربون عليها بالقداح، وفيها ( الرابح ) و( الغفل ) فمن خرج له قدح ( الرابح ) فاز، وأخذ نصيبه من الجزور،
ومن خرج له ( الغفل ) خاب وغرم ثمنها .
وكانوا يؤمنون بأخبار الكهنة والعرافين والمنجمين، والكاهن : هو من يتعاطى الأخبار عن الكوائن فى المستقبل،
ويدعى معرفة الأسرار ومن الكهنة من يزعم أن له تابعا من الجن، ومنهم من يدعى إدراك الغيب بفهم أعطيه، ومنهم
من يدعى معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على موقعها من كلام من يساله أو فعله أو حاله، وهذا القسم يسمى
عرافا، كمن يدعى معرفة المسروق ومكان السرقة والضالة ونحوهما، والمنجم : من ينظر فى النجوم أى الكواكب،
ويحسب سيرها ومواقيتها، ليعلم بها أحوال العالم وحوادثه التى تقع فى المستقبل .
والتصديق بأخبار المنجمين هو فى الحقيقة إيمان بالنجوم، وكان من إيمانهم بالنجوم الإيمان بالأنواء، فكانوا
يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .
وكانت فيهم الطِيرةَ وهى التشاؤم بالشئ، وأصله أنهم كانوا يأتون الطير أو الظبى فينفرونه، فإذا أخذت ذات
اليمين مضوا إلى ما قصدوا وعدوه حسنا، وإن أخذ ذات الشمال انتهوا عن ذلك وتشاءموا، وكانوا يتشاءمون كذلك إن
عرض الطير أو الحيوان فى طريقهم .
ويقرب من هذا تعليقهم كعب الأرنب، والتشاؤم ببعض الأيام والشهور والحيوانات والدور والنساء، والاعتقاد
بالعدوى والهامة، فكانوا يعتقدون أن المقتول لا يسكن جأشه ما لم يؤخذ بثأره، وتصير روحه هامة اى بومه تطير فى
الفلوات، وتقول : صدى صدى او اسقونى اسقونى، فإذا أخذ بثأره سكن وأستراح .
كان أهل الجاهلية على ذلك وفيهم بقايا من دين إبراهيم، لم يكونوا قد تركوه كله، مثل تعظيم البيت، والطواف
به، والحج، والعمرة، والوقوف بعرفة والمزدلفة وإهداء البدن – وإنما كانوا قد ابتدعوا فى ذلك بدعا :
منها : أن قريشا كانوا يقولون : نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو مكة، وليس لأحد من العرب مثل
حقنا ومنزلتنا – وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس – فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة،
ولايفيضون منها وإنما كانوا يفيضون من الزدلفة .
ومنها : أنهم قالوا : لا ينبغى للحمس أن يأقطوا الأقط ولا يسلأوا السمن وهم حرم، ولا يدخلون بيتا من شعر، ولا
يستظلوا إن استظلوا إلا فى بيوت الأدم ما داموا حرما .
ومنها : أنهم قالوا : لاينبغى لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به من الحل إلى الحرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا
ومنها : أنهم أمروا أهل الحل ألا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا فى ثياب الحمس . وكانت الحمس يحتسبون
على الناس، يعطى الرجل الرجل الثياب يطوف فيها، وتعطى المرأة المرأة الثياب تطوف فيها، فان لم يجدوا شيئا فكان
الرجال يطوفون عراة، وكانت المرأة تضع ثيابها كلها إلا درعا مفرجا ثم تطوف فيه، وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
وأنزل الله فى ذلك : ( يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فإن تكرم أحد من الرجل والمرأة فطاف فى ثيابه التى
جاء بها من الحل ألقاها بعد الطواف ولا ينتفع بها هو ولا أحد غيره .
ومنها : أنهم كانوا لا يأتون بيوتهم من أبوابها فى حال الإحرام، بل كانوا ينقبون فى ظهور البيوت نقبا ويدخلون منه، وكانوا
يحسبون ذلك الجفاء برا، وقد نهى عنه القران .
كانت هذه الديانة – ديانة الشرك وعبادة الأوثان، والاعتقاد بالأوهام والخرافات – هى الديانة السائدة فى جزيرة العرب،
وقد وجدت اليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئية سبلا للدخول فى ربوعها .
* ولليهود دوران – على الاقل – مثلوهما فى جزيرة العرب .
الاول : هجرتهم فى عهد الفتوح البابلية والآشورية فى فلسطين، فقد نشأ عن الضغط على اليهود، وعن تخريب بلادهم وتدمير
هيكلهم على يد الملك بختنصر سنة 587 ق. م ، وسبى أكثرهم إلى بابل أن قسما منهم هجر البلاد الفلسطينية إلى الحجاز،
وتوطن فى ربوعها الشمالية .
الدور الثانى : يبدأ من احتلال الرومان لفلسطين بقيادة تيطس الومانى سنة 70 م ، فقد نشأ عن ضغط الرومان على اليهود وعن
تخريب الهيكل وتدميره أن قبائل عديدة من اليهود رحلت إلى الحجاز، واستقرت فى يثرب وخيبر وتيماء، وأنشأت فيها القرى
والآطام والقلاع، وانتشرت الديانة اليهودية بين قسم من العرب عن طريق هؤلاء المهاجرين، وأصبح لها شأن يذكر فى الحوادث
السياسية التى سبقت ظهور الإسلام، والتى حدثت فى صدره، وحينما جاء الإسلام كانت القبائل اليهودية هى : خيبر والنضر
والمصطلق وقريظة وقينقاع، وذكر السمهودى أن عدد القبائل اليهودية التى نزلت بيثرب بين حين وآخر : يزيد على عشرين
ودخلت اليهودية فى اليمن من قبل تبان أسعد أبى كرب، فانه ذهب مقاتلا إلى يثرب واعتنق هناك اليهودية وجاء بحبرين
من بنى قريظة إلى اليمن، فأخذت اليهودية إلى التوسع والانتشار فيها، ولما ولى اليمن بعده ابنه يوسف ذو نواس هجم على
النصارى من أهل نجران ودعاهم إلى اعتناق اليهودية، فلما أبوا خد لهم الأخدود وأحرقهم بالنار، ولم يفرق بين الرجل والمرأة
والأطفال والصغار والشيوخ والكبار، ويقال : أن عدد المقتولين ما بين عشرين ألفا إلى أربعين ألفا، وقع ذلك فى شهر اكتوبر
سنة 523 م .
* اما الديانة النصرانية . فقد جاءت إلى بلاد العرب عن طريق احتلال الحبشة وبعض البعثات الرومانية، وكان أول احتلال
الأحباش لليمن سنة 340 م ، ولكن لم يطل أمد هذا الاحتلال، فقد طردوا منها ما بين عامى 370 – 378 م ، إلا أنهم شجعوا
على نشر النصرانية وتشجعوا لها، وقد وصل أثناء هذا الاحتلال رجل زاهد مستجاب الدعوات وصاحب كرامات – اسمه فيميون –
إلى نجران، ودعاهم إلى دين النصرانية فلبوا دعوته واعتنقوا النصرانية، ولما رأوا من آيات صدقه وصدق دينه .
ولما احتلت الأحباش اليمن مرة أخرى عام 525 م – كرد فعل على ما أتاه ذو نواس من تحريق نصارى نجران فى الأخدود
وتمكن أبرهة الأشرم من حكومة اليمن – أخذ ينشر الديانة النصرانية بأوفر نشاط وأوسع نطاق، حتى بلغ من نشاطه أنه بنى
كعبة باليمن، وأراد أن يصرف حج العرب إليها ويهدم بيت الله ألذى بمكة، فأخذه الله نكال الأخرة والأولى .
وقد اعتنق النصرانية العرب الغساسنة وقبائل تغلب وطيئ وغيرهما لمجاورة الرومان، بل قد اعتنفها بعض ملوك
الحيره أيضا .
* أما المجوسية، فكان ما كان منها فى العرب المجاورين للفرس، فكانت فى عراق العر ب وفى البحرين – الاحسا –
وهجر وما جاورها من منطقة سواحل الخليج العربى، ودان لها رجال من اليمن فى زمن الاحتلال الفارسى .
* أما الصابئية – وهى ديانة تمتاز بعبادة الكواكب وبالاعتقاد فى أنواء المنازل وتأثير النجوم وأنها هى المدبرة للكون
- فقد دلت الحفريات والتنقيبات فى بلاد العراق وغيرها أنها كانت ديانة قوم إبراهيم الكلدانيين، وقد دان بها كثير من
أهل الشام وأهل اليمن فى غابر الزمان، وبعد تتابع الديانات الجديدة من اليهودية والنصرانية، تضعضع بنيان الصابئية
وخمد نشاطها، ولكن لم يزل فى الناس بقايا من أهل هذه الديانة مختلطين مع المجوس أو مجاورين لهم فى عراق العرب
وعلى شواطئ الخليج العربى، وقد وجد شئ من الزندقة فى بعض العرب، وكانت وصلت إليهم عن طريق الحيرة ،
كما وجدت فى بعض قريش لاحتكاكهم بالفرس عن طريق التجارة .
الحاله الدينية :
كانت هذه الديانات هى ديانات العرب حين جاء الاسلام، وقد اصاب هذه الديانات الانحلال والبوار، فالمشركون
الذين كانوا يدعون أنهم على دين أبراهيم كانوا بعيدين عن أوامر ونواهى شريعة إبراهيم مهملين ما أتت به من مكارم
الأخلاق وكثرت فيهم المعاصى، ونشأ فيهم على توالى الزمان ما نشأ فى الوثنيين من عادات وتقاليد تجرى مجرى
الخرافات الدينية، وأثرت فى الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية تأثيرا بالغا جدا .
* أما اليهودية فقد انقلبت رياء وتحكما، وصار رؤساؤها أربابا من دون الله، يتحكمون فى الناس ويحاسبونهم حتى
على خطرات النفس وهمسات الشفاء، وجعلوا همهم الحظوة بالمال والرياسة وإن ضاع الدين وانتشر الإلحاد والكفر،
والتهاون بالتعاليم التى حض الله عليها وأمر كل فرد بتقديسها .
* وأما النصرانية فقد عادت وثنيه عسرة الفهم ، وأوجدت خلطا عجيبا بين الله والإنسان ، ولم يكن لها فى نفوس العرب
المتدينين بهذا الدين تأثير حقيقى ، لبعد تعاليمها عن طراز المعيشة التى ألفوها ، ولم يكونوا يستطيعون الابتعاد عنها .
وأما سائر أديان العرب : فكانت أحوال أهلها كأحوال المشركين، فقد تشابهت قلوبهم وتواردت عقائدهم ،
وتوافقت تقاليدهم وعوائدهم .
نقل
بواسطة طائر الليل
[/right]


عدل سابقا من قبل طائر الليل في السبت يناير 30, 2010 7:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيم الكرام
مشرف قسم الاسرة من الطفولة الى الشيخوخة
مشرف قسم الاسرة من الطفولة الى الشيخوخة
الشيم الكرام


عدد المساهمات : 174
نقاط : 437
تاريخ التسجيل : 29/01/2010

1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: 1 - ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم ( 1 )   1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Icon_minitimeالسبت يناير 30, 2010 6:20 am

السيرة العطرة احسنت الأختيار نعم السير وحسن الكلام عن سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: 1 - ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم ( 1 )   1 -    ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم  ( 1 ) Icon_minitimeالخميس أبريل 08, 2010 11:33 am

عرض شيق وموجز عن ماكن من ديانات العرب قبل موله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
1 - ]ديانات العرب قبل مولد صلى الله عليه وسلم ( 1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: