روشتة من الطب النبوى
قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( صنائع المعروف تقى مصارع السوء ) والمعروف ما يستحسن من الأفعال وهو قمة المعاملة الحسنة التى يتصف بها الإنسان عندما يتعامل مع المحيطين به . ويوصى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة صنع المعروف والحسن من الأفعال حتى تتوفر الوقاية من مصارع السوء وهو السلوك المؤدى إلى الخراب الجسمى والنفسى والاجتماعى . وهذا الحديث الجامع المكون من خمس كلمات هو قمة العمل الوقائى لوقف زحف الأوبئة الاجتماعية من عنف وسرقة بالإكراه وإدمان واغتصاب وفساد فى الأرض وقطع طريق وقتل وغير ذلك من مصارع السوء . وصانع المعروف عندما يسعد الغير بسلوكه الحسن فهو فى الحقيقة إنما يسعد نفسه وينعم براحة الضمير وسعادة النفس .
فالإحسان طاقة إيجابية ومرآة صادقة تعكس أضواءها على الآخرين الذين تنيرهم أنواره وتبدد ظلام نفوسهم ويرون الحقيقة ساطعة ويسمعون من الأعماق قوله تعالى * وسارعوا إلى مغفرة من ربكم * ويحل الأمان والسلام بعيدا عن المصارع القاتلة إلى الرحاب الآمنة .. هذا عمر بن الخطاب يشهر سيفه ذاهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتله ويصيح بأعلى صوته أين محمد ويخرج إليه الرسول صلوات الله عليه صانعا المعروف ويناديه : إلى متى يا عمر ؟ ويحتضنه بدلا من أن يقاتله وسرعان ما يسرى فى كيان عمر نور الإيمان الساطع من صنع المعروف وعندئذ يصيح عمر معلنا إسلامه أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
تعالوا نعود أنفسنا على صنيع المعروف وتعالوا نضرب المثل ونربى أولادنا التربية النفسية الإسلامية حتى نوقف زحف مصارع السوء التى توشك أن تندلع