منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
5  - سيرة الرسول  - العهد المكى - 14971045

 

 5 - سيرة الرسول - العهد المكى -

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

5  - سيرة الرسول  - العهد المكى - Empty
مُساهمةموضوع: 5 - سيرة الرسول - العهد المكى -   5  - سيرة الرسول  - العهد المكى - Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 27, 2010 4:18 am

سيرة الرسول العهد المكى

للشيخ صفى الرحمن المباركفورى

فى ظلال النبوة والرسالة
فى غار حراء :


لما تقارب سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين ، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه ، حبب إليه الخلاء ، فكان يأخذ السَّوِيق والماء ، ويذهب إلى غار حراء فى جبل النور على مبعدة نحو ميل من مكة – وهو غار لطيف طوله أربعة أذرع ، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع من ذراع الحديد – فيقيم فيه شهر رمضان ، ويقضى وقته فى العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة وتصوراتها الواهية ، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ، ولا منهج محدد ، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه .
وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله له ، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التى تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم ، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض ، وتعديل خط التاريخ .. دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق فى هذه العزلة شهراً من الزمان ، مع روح الوجود الطليقة ، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .

جبريل ينزل بالوحى :

ولما تكامل له أربعون سنة – وهى رأس الكمال ، وقيل : لها تبعث الرسل – بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع ، فمن ذلك أن حجراً بمكة كان يسلم عليه ، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، حتى مضت على ذلك ستة أشهر – ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة ، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوة – فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلة صلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض ، فأكرمه بالنبوة ، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن .
وبعد النظر والتأمل فى القرآن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً ، وقد وافق 10 أغسطس سنة 610م ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعون سنة قمرية ، وستة أشهر ، و12 يوماً ، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وعشرين يوماً .
ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضى الله عنها تروى لنا قصة هذه الواقعية التى كانت نقطة بداية النبوة ، وأخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر والضلال حتى غيرت مجرى الحياة ، وعدلت خط التاريخ ، قالت عائشة .
أول ما بدئ به رسول الله من الوحى الرؤيا الصالحة فى النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلوا بغار حراء ، فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالى ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ ) ، قال ( فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى ، فقال : اقرأ قلت ما أنا بقارئ ، قال : فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثالثة ، ثم أرسلنى فقال :* اقرأ باسم ربك الذى خلق 0 خلق الإنسان من علق 0 اقرأ وربك الأكرم * )
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل لخديجة بنت خويلد فقال : ( زملونى زملونى ) فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : ( ما لى ؟ ) فأخبرها الخبر ( لقد خشيت على نفسى ) ، فقالت خديجة : كلا ، والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة – وكان امرأ تنصر فى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى – فقالت له خديجة : يا بن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا بن أخى ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذى نزله الله على موسى يا ليتنى فيها جذعا ، ليتنى أكون حياً إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو مخرجى هم ؟ ) قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودى ، وأن يدركنى يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحى .

فترة الوحى :

أما مدة الوحى فاختلفوا فيها على عدة أقوال . والصحيح أنها أياما ، وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد ذلك ، وأما ما اشتهر من أنها دامت ثلاث سنوات أو سنتين ونصفاً فليس بصحيح .
وقد ظهر لى شئ غريب بعد إدارة النظر فى الروايات وفى اقوال أهل العلم ، ولم أر من تعرض له منهم ، وهو أن هذه الأقوال والروايات تفيد أن رسول الله كان يجاور بحراء شهراً واحداً وهو شهر رمضان من كل سنة ، وذلك من ثلاث سنوات قبل النبوة ، وأن سنة النبوة كانت هى آخر تلك السنوات الثلاث ، وأنه كان يتم جواره بتمام شهر رمضان فكان ينزل بعده من حراء صباحاً – أى لأول يوم من شهر شوال – ويعود إلى البيت .
وقد ورد التنصيص فى رواية الصحيحين على أن الوحى الذى نزل عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفترة إنما نزل وهو راجع إلى بيته بعد إتمام جواره بتمام الشهر .

أقول :

فهذا يفيد ان الوحى الذى نزل عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفترة إنما نزل فى أول يوم من شهر شوال بعد نهاية شهر رمضان الذى تشرف فيه بالنبوة والوحى ؛ لأنه كان آخر مجاورة له بحراء ، وإذا ثبت أن أول نزول الوحى كان فى ليلة الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان فإن هذا يعنى أن فترة الوحى كانت لعشرة أيام فقط ، وأن الوحى نزل بعدها صبيحة يوم الخميس لأول شوال من السنة الأولى من النبوة ، ولعل هذا هو السر فى تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف ، وفى تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد والله أعلم .
وقد بقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أيام الفترة كئيبا محزوناً تعتريه الحيرة والدهشة ، فقد روى البخارى فى كتاب التعبير ما نصه :
وفتر الوحى فترة حزن النبى فيما بلغنا حزناً عدا منه مراراً كى يتردى من رءوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكى يلقى نفسه منه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ، أنك رسول الله حقا ، فسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك .

جبريل ينزل بالوحى مرة ثانية :

قال ابن حجر : وكان ذلك ( أى انقطاع الوحى أياماً ) ؛ ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الردع ، ليحصل له التشوف إلى العودة ، فلما حصل له ذلك وأخذ يرتقب مجئ الوحى أكرمه الله بالوحى مرة ثانية قال صلى الله عليه وسلم :
( جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جوارى هبطت { فلما استبطنت الوادى } فنوديت فنظرت عن يمينى فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالى فلم أر شيئا ، ونظرت أمامى فلم أر شيئا ، ونظرت خلفى فلم أر شيئا ، فرفعت رأسى فرأيت شيئا { فإذا الملك الذى جائنى بحراء جالس على كرسى بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا حتى هويت إلى الأرض } فأتيت خديجة فقلت : { زملونى زملونى } ، دثرونى وصبوا على ماء بارداً ) قال : ( فدثرونى وصبوا على ماء بارداً ، فنزلت : * يا أيها المدثر 0 قم فأنذر 0 وربك فكبر 0 وثيابك فطهر 0 والرجز فأهجر * وذلك قبل أن تفرض الصلاة ن ثم حمى الوحى بعد وتتابع .
وهذه الآيات هى مبدأ رسالة صلى الله عليه وسلم ، وهى متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحى . وتشتمل على نوعين من التكليف مع بيان ما يترتب عليه :
النوع الأول :
تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير ، وذلك فى قوله : * قم فأنذر * فإن معناها : حذر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عما هم فيه من الغى والضلال وعبادة غير الله المتعال ، والإشراك به فى الذات والصفات والحقوق والأفعال .
النوع الثانى :
تكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته ، والالتزام بها فى نفسه ؛ ليحرز بذلك مرضاة الله ، ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله وذلك فى بقية الآيات ، فقوله * وربك فكبر * معناه : خصه بالتعظيم ، ولا يشرك به فى ذلك أحداً وقوله * وثيابك فطهر * المقصود الظاهر منه : تطهير الثياب والجسد ، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بين يديه أن يكون نجسا مستقذراً ، وإذا كان هذا التطهير مطلوبا فإن التطهير من أدران الشرك وأرجاس الأعمال والأخلاق أولى بالطلب ، وقوله : * والرجز فأهجر * معناه : ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه ، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته ، وقوله : * ولا تمنن تستكثر * أى : لا تحسن إحسانا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل فى هذه الدنيا .
أما الآية الأخيرة ففيها تنبيه على ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم فى الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده وبتحذيرهم من عذابه وبطشه ، فقال : * ولربك فأصبر * ، ثم إن مطلع الآيات تضمنت النداء العلوى – فى صوت الكبير المتعال – بانتداب النبى لهذا الأمر الجلل ، وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة :* يا أيها المدثر قم فأنذر * ، كأنه قيل : إن الذى يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً ، أما أنت الذى تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم ؟ وما لك والراحة ؟ وما لك والفراش الدافئ ؟ والعيش الهادئ ؟ والمتاع المريح ! قم للأمر العظيم الذى ينتظرك والعبء الثقيل المهيأ لك ، قم للجهد والنصب ، والكد والتعب ، قم فقد مضى وقت النوم والراحة ، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل ، والجهاد الطويل الشاق ، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد .
إنها كلمة عظيمة رهيبة تنزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش فى البيت الهادئ والحضن الدافئ لتدفع به فى الخضم ، بين الزعازع والأنواء ، وبين الشد والجذب فى ضمائر الناس وفى واقع الحياة سواء .
وقام رسول الله ، فظل قائماً بعدها أكثر من عشرين عاماً ؛ لم يسترح ولم يسكن ولم يعيش لنفسه ولا لأهله ، قام وظل قائماً على دعوة الله ، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به ، عبء الأمانة الكبرى فى هذه الأرض ، عبء البشرية كلها ، عبء العقيدة عشرين عاماً ؛ لا يلهيه شأن عن شأن فى خلال هذا الأمد منذ أن سمع النداء العلوى الجليل ، وتلقى منه التكليف الرهيب ... جزاء الله عنا وعن البشرية كلها خير الجزاء .
وليست الأوراق الآتية إلا صورة مصغرة بسيطة من هذا الجهاد الطويل الشاق الذى قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال هذا الأمد .

أقسام الوحى :

وقبل الدخول فى موضوع هذا الجهاد أرى من الأحسن أن أستطرد إلى أقسام الوحى ومراتبه ، قال ابن القيم ، وهو يذكر تلك المراتب :
إحداها : الرؤية الصادقة ، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم .
الثانية : ما كان يلقيه الملك فى روعه وقلبه من غير أن يراه ، كما قال النبى : ( إن روح القدس نفث فى روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته )
الثالثة : إنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعى عنه ما يقول له ، وفى هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً .
الرابعة : أنه كان يأتيه فى مثل صلصلة الجرس ، وكان أشده عليه ، فيلتبس به الملك ، حتى أن جبينه ليتفصد عرقاً فى اليوم الشديد البرد ، وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها ، ولقد جاء الوحى مرة كذلك وفخذه على زيد بن ثابت ، فثقلت عليه حتى كادت ترضها .
الخامسة : إنه يرى الملك فى صورته التى خلق عليها ، فيوحى إليه ما شاء الله أن يوحيه ، وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك فى سورة النجم .
السادسة : ما أوحاه الله إليه ، وهو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها .
السابعة : كلام الله له منه إليه بلا واسطة كما كلم الله موسى بن عمران ، وهذه المرتبة هى ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن ، وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو حديث الإسراء .
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة : وهى تكليم الله له كفاحاً من غير حجاب ، وهى مسألة خلاف بين السلف والخلف ، انتهى مع تخليص يسير فى بيان المرتبة الأولى والثامنة .


طائر الليل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

5  - سيرة الرسول  - العهد المكى - Empty
مُساهمةموضوع: رد: 5 - سيرة الرسول - العهد المكى -   5  - سيرة الرسول  - العهد المكى - Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 27, 2010 1:12 pm

عطر الله أيام بالخير وابعد عن كل شقاء
نظير ما تقدمه لنا اخى العزيز
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
5 - سيرة الرسول - العهد المكى -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: