-1- بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب الرحيق المختوم قبل بدء غزوات الرسول
معاهدة مع اليهود
ـــــــــــــــــــــــــ
[size=24]بعد أن أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية جديدة ؛ بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين ، بدأ بتنظيم علاقاتة بغير المسلمين ، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء ، مع تنظيم المنطقة فى وفاق واحد ، فسن فى ذلك قوانين السماح والتجاوز التى لم تعهد فى ذلك العالم الملئ بالتعصب والأعراض الفردية والعرقية .
وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود- كما أسلفنا- وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين ، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد ، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير ، وترك لهم فيها مطلق الحرية فى الدين والمال ، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام .
وفيما يلى أهم بنود المعاهدة :
بنود المعاهدة :
1- إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم ، وكذالك لغير بنى عوف من اليهود .
2- وإن على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم .
3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة .
4- وإن بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الإثم .
5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه .
6- وإن النصر للمظلوم .
7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .
8- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة .
9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل ، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
10- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها .
11- وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ... على كل أناس حصتهم من جانبهم ألذى قبلهم .
12- وإنه لا يجوز هذا الكتاب دون ظالم أو آثم .
وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية ، عاصمتها المدينة ، ورئيسها- إن صح التعبير- رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين .
ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبى صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى فى المستقبل بمثل هذه المعاهدة ، حسب ما اقتضته الظروف ، وسيأتى ذكر شئ منها . نقل بمعرفة
طائر الليل