العناية بالأبناء من أول وهلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجلة اللواء الإسلامي
العدد ( 317 ) السنة السابعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ) رواه أحمد وابن حبان .
إن عناية الإسلام بأمر الأبناء ، عناية عظيمة ومبكرة ، منذ فجر ولادة الأبناء وتستمر معهم بعد ذلك ، فمن السنة أن يؤذن في أذن المولود اليمنى ويقيم في اليسرى ويستحسن أن يلقن الإنسان ولده في أول نطقه ، لا إله إلا الله ليكون التوحيد أول نطقه وأول كلامه .
ومن عناية الإسلام بالأبناء ، تخير الاسم الحسن ، فذلك من حق الولد على أبيه في الحديث ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سميتم فعبدوا ) رواه الطبراني والبيهقى .
والمراد بهذا التوجيه النبوي أن يسمى الوالد ولده ، عبد الله ، أو عبد الرحمن ، وهكذا ، بالإضافة إلى واحد من أسماء الله الحسنى ، ليظل في الاسم أشعار إعلان بالعبودية لله ، وليكن لأبناء المسلمين تمييز خاص عن غيرهم وأسماء تحمل أروع المعاني الإسلامية .
ومن الأسماء ما هو غير ذلك ، وهو لا شك حين يحمل معنى حسنا ، أو يكون على اسم صحابي من الصحابة رضوان الله عليهم أو له معنى طيب فهذا أيضا حسن وطيب ، وقد ورد في الحديث أحب الأسماء إلى الله : قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله عبد الرحمن ) .
ومن الأسماء ما كان على أسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل ( محمد وأحمد ) إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يأمر بالتسمية باسمه ينهى عن التكنى بكنيته ، فيقول صلى الله عليه وسلم : ( تسموا بأسمى ولا تكنوا بكنيتي ) .
وقال العلماء : كان ذلك في عصره صلى الله عليه وسلم ، إذ كان ينادى يا أبا القاسم والآن فلا بأس قال الأمام الغزالي : نعم لا يجمع بين أسمه ولا كنيته : وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ) .
كما دعا الإسلام إلى حسن تخير الأسماء ، لأن الناس ينادون يوم القيامة بأسمائهم ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ) .
ولكن ما الحيلة فيمن سمي باسم غير محمود أو أسم مكروه ؟ .
نقول أولا ، يستحب تغيير الاسم وتبديله باسم أخر حسن غير مكروه وقد أبدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العاص ) ( بعبد الله ) .
ثانيا : يمكن ازدواج الأسماء بأن يكون للشخص مثلا أسمان ، وينادى باسمه المحبوب المحمود إذا لم يكن من الممكن تغيير الأول لدى من لم يعرف ، ومما دعا إليه الإسلام أن ينادى المسلم أخاه بأحب الأسماء إليه ، وبأحب الألقاب والكنى .
قال تعالى : ( ولا تنابذوا بالألقاب ) وهذا مثل بسيط جدا من الأمثلة الكثيرة التي عنى الإسلام فيها بشأن الأبناء .
د / أحمد عمر هاشم