حقيقة الإيمان
عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ) رواه مسلم .
فى الحديث الذى معنا يوضح الرسول صلوات الله عليه وسلامه
بعض العلامات التى إذا تحققت فى المسلم أحس بطعم الإيمان وسرت حلاوته إلى قلبه ومن هذه العلامات .
أولا : أن يرضى المسلم بالله رباً فيطمئن قلبه بالإيمان ، ويخصه وحده دون غيره ، أما اطمئنان القلب بالإيمان ، فيجعل صاحبه يحس بالسعادة القلبية .
والفرحة الوجدانية يحسها حين يشهد أن لا إله إلا الله ، وحين يذكر الله ، وحين يتوضأ فيقبل على الصلاة ، بانشراح صدر وهمة ونشاط ، يحسها وهو يناجى ربه فى مصلاه ، لا سيما بعد صلاة الفجر ، حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، وينشق نور الفجر بنسمته الرطبة الربانية ، وبعد أن يؤدى الصلاة ، يردد فى خاتمها رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيا ورسولا ، ويحسها وهو يتلو فى كتاب الله ، لا سيما بعد صلاة الفجر ، إن قرأن الفجر كان مشهودا ، فيحس أن ربه يناجيه وهكذا ..
وأنه ليذوق طعم الإيمان ، وهو يجاهد فى سبيل الله ، ولإعلاء كلمة الحق ، تحت أزيز الطائرات ، ودوى القنابل وهزة المدفع ، يحسها لو عذب فى سبيل الله ، كما كان بلال رضى الله عنه ، وهو فى شدة التعذيب والتنكيل يحس ويتذوق طعم الإيمان ، فيستعذب الأذى فى سبيل الله ، ويهتف من أعماقه أحد أحد .
ثانياً : أن يرضى بالإسلام ديناً ، فيقر من أعماقه ومن كل قلبه وكيانه ، بأنه لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسول ، ويقيم الصلاة ، ويؤتى الزكاة ، ويصوم رمضان ، ويحج البيت أن أستطاع إليه سبيلا ، ويسلم وجهه لله رب العالمين ، فلا يدين بغير الإسلام ، ولا يسلك إلا ما يتفق مع روح الشريعة الغراء، ولا يبتغى غير الإسلام ديناً ، فإن من يبتغى غير الإسلام ديناً ، فلن يقبل منه ، وهو فى الآخرة من الخاسرين .
د / أحمد عمر هاشم