[size=24]الداخلون الجنة بغير حساب
عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل الجنة من آمتى سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) رواه البخارى .
من المكلفين من يحاسب حسابا يسيراً ومنهم من يناقش الحساب ومنهم من يدخل الجنة بغير حساب ، وهؤلاء الذين ذكرهم الحديث وهم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكر الحديث عددهم وهم سبعون ألفا ، والعدد يراد به التكثير لا خصوص العدد ورأى بعض العلماء أن العدد المذكور على ظاهره ، فقد جاء فى بعض الأحاديث بأنهم تضىء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ، عن أبى هريرة رضى الله عنه رفعه : ( أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر والذين على أثارهم كأحسن كوكب درى فى السماء إضاءة ) .
وفى صحيح ابن حيان والطبرانى رواية فيها : ( ثم يشفع كل ألف فى سبعين ألفا )
أما الذين لا يسترقون فهم الذين لا يطلبون الترقية أى أنهم لتمام توكلهم على الله تعالى لا يسألون غيرهم أن يرقيهم ، وهؤلاء أنما تركوا الرقية حسما للمادة لآن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه ، وألا فان الرقية فى ذاتها ليست ممنوعة ، وإنما الممنوع منها ما كان شريكا أو يحتمل الشرك ولذا قال صلى الله عليه وسلم : ( أعرضوا على رقاكم ولا بأس بالرقية ما لم يكن شريك ) ففى هذا الحديث علة النهى .. وأيضا فقد رقى جبريل النبى صلى الله عليه وسلم ، ورقى النبى أصحابه وأذن بالرقى وقال : ( من أستطاع أن ينفع أصحابة فليفعل ) ، والرقى بأسماء الله تعالى تقتضى التوكل عليه والتبرك بأسمائه سبحانه وتعالى فلو كان ذلك قادحا فى التوكل القدح فى الدعاء إذ لا فرق بين الذكر والدعاء .
والصفة الثانية : ( ولا يتطيرون ) أى لا يتشاءمون كما كان يفعل أهل الجاهلية ينفرون الظباء والطيور ، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا ومضوا فى سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم فى كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وإن التطير ليس له تأثير ينفع أو يضر .
د / أحمد عمر هاشم [/size]