منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
  غزوة بنى قينقاع  14971045

 

  غزوة بنى قينقاع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

  غزوة بنى قينقاع  Empty
مُساهمةموضوع: غزوة بنى قينقاع      غزوة بنى قينقاع  Icon_minitimeالخميس أكتوبر 14, 2010 8:21 am

غزوة بنى قينقاع :

قدمنا بنود المعاهدة التى عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود ، وقد كان حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء فى هذه المعاهدة ، وفعلاً لم يأت من المسلمين ما يخالف حرفاً واحداً من نصوصها ، ولكن اليهود الذين ملأوا تاريخهم بالغدر والخيانة ونكث العهود ، لم يلبثوا أن تمشوا مع طبائعهم القديمة ، وأخذوا فى طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب فى صفوف المسلمين ، وهاك مثلاً من ذلك :

نموذج من مكيدة اليهود :

قال ابن إسحاق : مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً ( يهودياً ) قد عسا ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج فى مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من ألفتهم وجمعاتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذى كان بينهم من العداوة فى الجاهلية ، فقال : قد اجتمع ملأ بنى قيلة بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمر فتى شاب من يهود كان معه ، فقال : اعمد إليهم فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم بُعاث وما كان من قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، ففعل ، فتكلم القوم عن ذلك ، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا ، ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم رددناها الآن جذعة ، ـ يعنى الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التى كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً ، وقالوا : قد فعلنا ، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة : الحرة ـ السلاح السلاح ـ فخرجوا إليها ( وكادت تنشب الحرب )
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جائهم فقال : ( يا معشر المسلمين ، الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم.
به من الكفر وألف بين قلوبكم ؟ )
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فبكوا ، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس .
هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن فى المسلمين وإقامة العراقيل فى سبيل الدعوة الإسلامية ، وقد كانت لهم خطط شتى فى هذا السبيل ، فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة ، ويؤمنون وجه النهار ، ثم يكفرون أخره ؛ ليزرعوا بذور الشك فى قلوب الضعفاء ، وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مالى ، فإن لهم عليه يتقاضونه صباح مساء ، وإن له عليهم يأكلونه بالباطل ، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون : إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك ، فأما إذ صبوت فليس لك علينا سبيل .
كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر رغم المعاهدة التى عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله وأصحابه يصبرون على كل ذلك ، حرصاً على رشدهم ، وعلى بسط الأمن والسلام فى المنطقة
.
بنو قَينُقاع ينقضون المعاهدة :

لكنهم لما رأوا الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً فى ميدان بدر ، وأنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة فى قلوب القاصى والدانى ، تميزت قدر غيظهم وكاشفوا بالشر والعداوة ، وجاهروا بالبغى والأذى .
وكان أعظمهم حقداً وأكبرهم شراً كعب بن الأشرف ، ـ وسيأتى ذكره ـ كما أن شر طائفة من طوائفهم الثلاثة هم يهود بنى قينقاع ، وكانوا يسكنون داخل المدينة ـ فى حى باسمهم ـ وكانوا صاغة وحدادين وصناع الظروف والأوانى ، ولأجل هذه الحرف كانت قد توفرت لكل رجل منهم آلات الحرب ، وكان عدد المقاتلين فيهم سبعمائة ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وكانوا أول من نكث العهد والميثاق من اليهود .
فلما فتح الله للمسلمين فى بدر اشتد طغيانهم ، وتوسعوا فى تحرشاتهم واستفزازاتهم ، فكانوا يثيرون الشغب ، ويتعرضون بالسخرية ، ويواجهون بالأذى كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون لنسائهم .
وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم ، جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدى ، وحذرهم مغبة البغى والعدوان ، ولكنهم ازدادوا فى شرهم وغطرستهم .
روى أبو داود ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال : لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر ، وقدم المدينة جمع اليهود فى سوق بنى قينقاع فقال : ( يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً ) قالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، وأنك لم تلقى مثلنا ، فأنزل الله تعالى : ( كل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ، قد كان لكم آية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار ) سورة آل عمران .
كان فى معنى ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر عن الحرب ، ولكن كظم النبى صلى الله عليه وسلم غيظه ، وصبر المسلمون ، وأخذ ينتظر ما تتمخض عنه الليالى والأيام .
وازداد اليهود ـ من بنى قينقاع ـ جراءة ، فقلما لبثوا أن أثاروا فى المدينة قلقاً واضطرابا ، وسعوا إلى حتفهم بظلفهم ، وسدوا على أنفسهم أبواب الحياة .
روى ابن هاشم عن أبى عون : أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها ، فباعته فى سوق بنى قينقاع ، وجلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقدة إلى ظهرها ـ وهى غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهوديا ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فأستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فوقع الشر بينهم وبين بنى قينقاع .

الحصار ثم التسليم ثم الجلاء :

وحينئذ عيل صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد النذر ، وأعطى لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب ، وسار بجنود الله إلى بنى قينقاع ، ولما رأوه تحصنوا فى حصونهم ، فحاصرهم أشد الحصار ، وكان ذلك يوم السبت النصف من شوال سنة 2هـ ودام الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذى القعدة ، وقذف الله فى قلوبهم الرعب ـ فهو إذا أرادوا خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم وقذف فى قلوبهم الرعب ـ فنزلوا على حكم رسول الله فى رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكتفوا .
وحينئذ قام عبد الله ابن أبى سلول بدور نفاقه ، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم العفو ، فقال : يا محمد ، أحسن فى موالى ـ وكان بنو قينقاع حلفاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله فكرر ابن أبى مقالته فأعرض عنه ، فأدخل يده فى جيب درعه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : ( ارسلنى ) وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا ثم قال ( ويحك ، أرسلنى ) ، ولكن المنافق مضى على إصراره وقال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن فى موالى أربعمائة حاسر وثلاثمائة درع قد منعونى من الأحمر والأسود تحصدهم فى غداة واحدة ؟ إنى والله امرؤ أخشى الدوائر .
وعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المنافق ـ الذى لم يكن مضى على إظهار إسلامه إلى نحو شهر واحد ـ عامله بالحسنى فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها فخرجوا إلى أذرعات الشام ، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك اكثرهم .
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أموالهم ، فأخذ منها ثلاث قسى ودرعين وثلاث أسياف وثلاثة رماح ، وخمس غنائم ، وكان الذى تولى جمع الغنائم محمد بن سلمة .













الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة بنى قينقاع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: غزوات الرسول و المواقع الاسلاميه-
انتقل الى: