غريزة الجنس
تحت سيطرة العقل
ــــــــــــــــــــــــــــ
الجنس والنفس المطمئنة :
0 لا شك أن الجنس يشكل طاقة قوية فى حيات كل الكائنات الحية ويعتبر حافزاً قوياً يعزى إليه كثير من أنواع النشاط حتى أن بعض علماء النفس أرجع إلى الغريزة الجنسية كل نشاط بشرى . ونظراً لقوة هذه الغريزة فقد حبا الله الإنسان بالعقل الذى يميزه عن باقى المخلوقات لكى يسيطر على هذه الغريزة ويوجهها ويتحكم فيها ولا يجعل نفسه فريسة لها تتحكم هى فيه وتستعبده وتقوده لارتكاب أبشع الجرائم لإشباعها ..
0 وإذا نظرنا إلى الجرائم التى ترتكب بدافع الجنس لوجدناها ترتكب فى غيبة العقل إما بفعل الخمر أو المخدرات أو الحبوب المخدرة التى شاع استعمالها أخيرا وأدت إلى أوخم العواقب وإذا غاب العقل انحدر الإنسان إلى أسفل درك وتساوى مع البهائم التى تنقاد إلى الغريزة وانتفت عنه صفة الإيمان والإسلام ..
0 ولعلنا نذكر القصة التى تقول أن امرأة جاءت لناسك وطلبت منه أن يصحبها لبيتها لتستشيره فى أمر هام وهناك خيرته بين ثلاث معاصى لابد أن يأتى واحدة منها وهى أن يزنى بها أو يقتل نفسا أو أن يشرب الخمر وإلا شهرت به وادعت عليه بالباطل . فقال الرجل فى نفسه إن شرب الخمر هو أهنها جميعا فشرب الخمر . ولما لعبت الخمر برأسه قام فزنا بها وقتل الرجل الذى رآه حتى لا يفضح أمره . وهكذا نرى أن الخمر هى أم الكبائر فعلا لذلك حرمها الإسلام ووصفها القرآن أنها رجس من عمل الشيطان فقال عز من قائل : ( إن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) .
0 ونظراً لأهمية العلاقة بين الرجل والمرأة فقد نظمها الإسلام ووضع لها قيود فحرم الزنا وقال : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشتا وساء سبيلا ) . ويكفى أنه يؤدى إلى اختلاط الأنساب والإصابة بالأمراض . فإلى جانب الأمراض الخبيثة التى قد تصيب من يرتكب هذه الجريمة فإن عملية تأنيب الضمير التى تعقبها تسبب الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية . وقد أحل الله الزواج الذى يقوم على علاقة يباركها الله ويقرها المجتمع ولننظر إلى قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) . فمن فضل الله أن جعل للبشر أزواجا من جنسهم فلم يكونوا من الجن أو الملائكة لاختلاف طبيعة كل منهم وجعل السكينة تجمع بين الزوجين فيسكن أحدهما للأخر كما جعل بينهما المودة والحب وزاد عليهما الرحمة التى من صفاته عز وجل فأسبغها على الزوجين . فهذه السكينة والمحبة والرحمة تؤدى إلى النفس المطمئنة التى يهدف الزواج إلى تحقيقها . والزواج يسموا بالغريزة الجنسية .
0 فالعلاقة الزوجية قوامها الحب والإحترام والمودة والتعاطف والأبوة والأمومة فليست العلاقة الجنسية رغم أهميتها إلا واحدة من هذه المقومات العديدة .
0 ولكن ما حيلة الشباب الذين لا يستطيعون الزواج لإشباع هذه الغريزة بالطريق المشروع ؟ لا شك أن الشباب مشتت بين الإشباع الحيوانى لهذه الغريزة بالطرق المتيسرة أمام كل منحرف وبين إشباعها بطريق الزواج وهو ما يشكل مشكلة كبرى فى الوقت الحاضر .
لاسيما مع صعوبة الحصول على المسكن الملائم وارتفاع تكاليف المعيشة فماذا يفعل الشباب فى مواجهة المغريات التى يرونها أمامهم كل يوم ؟ نساء نصف عاريات فى الشوارع وأفلام يتفنن مخرجوها فى إبراز مفاتن النساء وتصويرهم فى مواقف خليعة تثير الغرائز وتحرك الشهوات إلى جانب أفلام الجنس إلى جانب ضعف الرقابة فى بعض البيوت على تصرفات الأبناء وحسن توجيههم وضعف الوازع الدينى وندرة الأسوة الحسنة أو النموذج الذى يمكن أن يحتذى به الشباب فى سلوكه وتصرفاته .
0 إن الحل هو الرجوع إلى تعالم الدين والتمسك بها وتوافر الأسوة الحسنة والنموذج الطيب الذى يمكن للشباب أن يقتدى به مع زيادة الاهتمام بالإشراف الاسرى على نشاط الأبناء وتصرفاتهم وعدم ترك الحبل على الغارب لهم والعمل على حسن توجيه هذه الطاقة الجارفة والسمو بها لاستنفاذها فى بعض الأنشطة البناءة كممارسة الألعاب الراضية والانتماء للفرق الرياضية والمشاركة فى الرحلات والمحافظة على الصلاة فى أوقاتها والانتماء للنوادى والجمعيات ذات النشاط الإجتماعى ومزاولة القراءة فليس هناك صديق أفضل من الكتاب فهو لا يعطى لك أمرا ولا يفشى لك سرا ولا بد أن تكون القراءة هادئة تعود على القارئ بالنفع واكتساب المعلومات البناءة . ولا شك أن قراءة القرآن والتمعن فى آياته وتفسيرها من أحسن ما يمكن للشباب أن يفعله وقد قال الرسول الكريم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
0 إن التمسك بما أحل الله والبعد عما حرمه والتمسك بالقيم والأخلاق الاجتماعية الصحيحة التى يقرها المجتمع والأسوة الحسنة المستديمة من السلوك الحميد للوالدين والرؤساء هى الوسيلة لتوفير النفس المطمئنة للأفراد ومن ثم للجماعات والمجتمع الكبير والأمة بأكملها .
0 نسأل الله التوفيق وأن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل .
0 إن العلاقات الجنسية غير المشروعة تؤدى إلى تدمير حياة الإنسان وتجعله يعيش حياة قلقة ومضطربا ومتوتراً إلى أن ينتهى من الحياة .. ولقد سمعنا عن مرض ( الإيدز) وهو مرض ضعف المناعة وسببه الشذوذ الجنسى ويؤدى إلى وفاة صاحبه وهو فى رأيى عقاب إلاهى يعاقب به الله الإنسان الذى يسير فى الطريق الأعوج طريق الشذوذ الجنسى والعلاقات غير المشروعة فيكون العقاب شديد وهو الدمار والهلاك والموت بأشد الأمراض فتكاً .. ومن هنا ننبه شبابنا إلى التمسك بالقرآن وتعاليم الله والبعد عما حرمه الله والتمسك بالقيم الأخلاقية والاجتماعية الصحيحة من أهم وسائل الحياة السعيدة المستقرة بلا متاعب و قلق أو توتر أو أمراض فتاكة كمرض ( الإيدز )
عبد الوهاب سالم
موضوع: غريزة الجنس تحت سيطرة العقل 
الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 2:29 pm
