روشتة من الطب النبوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنيه الله ، ومن يصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خير من الصبر )
هكذا تنشأ الشخصية العفيفة المطمئنة الصابرة التى تعطى خير العطاء وتجنى أحسن الثمار فى الدنيا والآخرة ، تعالوا نضع أبناءنا وأنفسنا وأهلنا أمام هذا العطاء ( لقد خلق الله الإنسان فى أحسن تقويم ، وخصه بصفحات بيضاء مشرقة على تمام الفطرة النظيفة الخالية من أى شوب أو خبث ) قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) ويأتى دور عملية التربية الهام وتتعرض أجهزة المولود الحديثة لفيض من المؤثرات تدخل إلى هذه الأجهزة من نوافذ الجهاز العصبى من العين والسمع والذوق والشم ومن أحاسيس الجلد المختلفة ويتعرف المولود عليها يوما بعد يوم وتتكون شخصيته فى أيامه الأولى فإن كانت هذه الأحاسيس الداخلة إلى الأجهزة العصبية تعكس العفة وتعكس الطمأنينة والاستغناء وتعطى أسوة الصبر وكان الذين يحيطون بالطفل على مستوى العطاء لهذه الأحاسيس يتحلون بالعفة والثقة والطمأنينة والصبر وهب الطفل بذورا طيبة من عطاء لا ينضب وكلما استقرت حياة الأسرة واستمرت طاقات الأسوة فى إشعاع هذه الأخلاقيات كلما ترعرعت هذه الطاقات فى شخصية الطفل وأصبحت سماتاً لشخصيتها فالعفة سلوك يهذب من طغيان النفس الأمارة ويحوى طاقاتها ويهذب هذه الطاقات إلى سماة أخرى يوافق عليها قانون الجماعة البناء ويعطى للإنسان نشوة من السعادة بتكرار هذا السلوك ويرى رضاء المربين له ويسعد بمعاملته مع المحيطين به ويحفظ نفسه فيستقر ذلك السلوك ويصبح عنوانا لصاحبه : يقول الله تعالى عنهم ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا ) ويمتلك طاقة من الرضا كأنه يملك الدنيا ويصبر على دوافعه ويتلذذ من ذلك الصبر ـ ويكبر ويشب بهذه الأخلاقيات مع التعفف والاستغناء والصبر ويصل إلى درجة من هذه المتع الطيبة ذات الأصل الثابت ويؤتى بسطة وصحة جسمية وسعادة نفسية وقبسا نورانيا روحيا .
ويعلمنا التوجيه النبوى أن قليلا من التعفف والاستغناء والتصبر يؤدى إلى اكتساب الكثير منه وأن الإرادة الإنسانية عندما تتعلق بشىء فإنها سوف تنجزه وأن الحكماء عندما يقولون إن أول الإرادة أخر العمل هو قول صدق فالإرادة هبة من الحق وعندما تصح وتتعلق بها همة الإنسان تصبح طاقة خلاقة قوية تنجز العمل فور عقد الهمة ولا تحتاج إلا صدق العزيمة .
وقد خلق الله اٌلإنسان على أحسن تقويم ووهبه طاقات وطاقات لا حصر لها وما التعفف أوالإستغناء أو الصبر إلا مشاعل على الطريق توقد طاقة النفس هذا الوقود الذى يؤثر على بلايين الطاقات العضلية التى تؤثر عليها بلايين الخلايا العقلية فتتحرك القوى والطاقات لهدف واحد عقدت عليه الإرادة كل عزمها وحددت أهدافها فسارت شرارات الإرادة نحو الهدف تحققه ولا تخطئه .
وكلما كانت الإرادة محققة لإرادة الحق الخالق العظيم صارت طاقاتها لا تحصى وحق لها أن تحقق أهدافها .
وأمامنا هذه الحضارة الإسلامية عندما قامت منذ أوائل أيامها على التعفف والاستغناء والصبر انطلقت كأكبر قوة عرفها التاريخ وخرجت من جزيرة العرب لا تعرف إلا ( الله أكبر ) وحطمت الطغيان وأسلم على يديها الوجود فى زمانها وبعد زمانها ومازالت مشرقة هادية بالطيب من القول والعمل .
تعالوا نحفظ هذا الحديث ونعمل لهذه السعادة ونربى أولادنا على هذه الطريقة ونحقق قول السيد الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما أعطى أحد خيرا من الصبر )
موضوع: روشته من الطب النبوى - 3 - 
الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 2:25 pm
