فلاح النفس المطمئنة
ثمرة إخلاصها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلاح معناه الفوز والنجاح أما الإخلاص فمعناه أن نراقب الله سبحانه وتعالى ونخلص له فى كل أمورنا التعبدية والدنيوية حتى نفوز بالجنة التى هى ثمرة
الإخلاص فالجنة هى الفوز الأكبر فى نهاية المطاف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما أخلص عبد لله إلا رفعه الله وأعزه ونصره ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فى ذلك الإخلاص يكون لله بحسن عبادته وتوحيده جل شأنه انظر إلى سورة الإخلاص واستكشف معناها وتذكر كيف أنها سميت
بالإخلاص يقول تعالى : ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد ) صدق الله العظيم . فكلمة لا إله إلا الله هى عين الإخلاص وجوهره فالسورة كلها تشير إلى أعظم المعانى وأجلها على الإطلاق ألا وهو معنى التوحيد والتوحيد طريق الإخلاص الوحيد ولذلك فإن سورة الإخلاص ( الصمد ) تعدل ثلث القرآن لشمولها عقيدة التوحيد وكثيراً ما أمرنا الله سبحانه وتعلى فى قرأنه الكريم بالإخلاص وذلك من مثل قوله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) آية 5 البينة ، ومعروف ومعلوم ما للقاعدتين المذكورتين فى الآية وهما الصلاة والزكاة من زيادة القرب من الله ودعائه وحسن عبادته بطلب رحمته ومغفرته جل وعلا وإلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه وتكافل اجتماعى يعم كل ربوع المجتمع الإسلامى وإذا ما التقى الإخلاص لله وحده مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقد اكتمل أعظم دين هو دين القيمة دين الاستقامة دين الصلاح دين التقوى دين الإخلاص دين الخلود فى الجنة للعابدين ربهم بإخلاص والمحافظين على صلاتهم والمؤدين زكاة أموالهم على أحسن وجه وأكمله .
والإخلاص كما يكون لرب العباد يكون أيضا للعباد لأنفسهم ولغيرهم فى إتقان العمل وإجادته وصلاحه والإخلاص فيه وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على المؤمنين الذين يعملون الصالحات ووصفهم بأنهم خير البشرية فقال تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه ) الآيتان 7، 8 من سورة البينة .
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، سورة المؤمنين ناعتاً صفات المؤمنين وبشرهم في أولها بالفلاح يقول ربنا الكريم ( قد أفلح المؤمنون ، الذين هم فى صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) الآيات من 1 ـ 11 من سورة المؤمنون .
ومن هنا نتبين أن الإخلاص هو طريق المسلمين الموحدين السائرين إلى الفلاح والنجاح والفوز بالجنة والرضوان وإذا ما أخلصت النفس المؤمنة لربها وخالقها وهاديها وأخلصت فى عملها مرضاة لربها أصبحت مطمئنة إلى عبادتها وإخلاصها راضية عن نفسها مرضية من ربها ونعمت وفرحت بدخولها مع عباد الله الصالحين يوم القيامة الجنة التى عرفها لها ربها يقول رب العزة سبحانه وتعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعى إلى ربك راضية مرضية ، فأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى ) الآيات من 27 ـ 30 من سورة الفجر .
اللهم اجعلنا من المخلصين المفلحين يارب العالمين .