منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
  النفوس المطمئنة  14971045

 

  النفوس المطمئنة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيم الكرام
مشرف قسم الاسرة من الطفولة الى الشيخوخة
مشرف قسم الاسرة من الطفولة الى الشيخوخة
الشيم الكرام


عدد المساهمات : 174
نقاط : 437
تاريخ التسجيل : 29/01/2010

  النفوس المطمئنة  Empty
مُساهمةموضوع: النفوس المطمئنة      النفوس المطمئنة  Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 28, 2010 6:16 am

النفوس المطمئنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السكينة وطمأنينة القلب وراحة الضمير .. هى جنة الأحلام التى ينشدها كل بشر ، من الفيلسوف فى قمة تفكيره وتجريده ، إلى العامى فى قاع سذاجته
وبساطته ومن الملك فى قصره المشيد ، إلى الصعلوك فى كوخه الصغير .
*
والسكينة والطمأنينة .. شىء معنوى لا يرى بالعين ، ولا يقاس بالكم ، ولا تحتويه الخزائن ، ولا يشترى بالمال .. السكينة شىء يشعر به الإنسان بين جوانحه .. صفاء نفس .. وطأنينة قلب .. وانشراح صدر ، وراحة ضمير . وسكينة النفس ـ بلا ريب ـ هى الينبوع الأول للسعادة ، ولكن كيف السبيل إليها إذا كانت شيئا لا يثمره الذكاء ولا العلم ولا الصحة والقوة ، ولا المال ولا الغنى ، ولا الشهرة والجاه ، ولا غير ذلك من نعم الحياة المادية ؟ إننا نجيب ـ مطمئنين ـ أن للسكينة مصدراً واحداً لا شريك له ، هو الإيمان بالله واليوم الآخر ، الإيمان الصادق العميق ، الذى لا يكدره شك ، ولا يفسده نفاق .. إيمان بالله الذى لا حول ولا قوة لأحد إلا به .ولا ملجأ منه إلا إليه .. ولا تدب نملة سوداء على حجر صلد فى الليل البهيم إلا وهو يراها .. ولا ينبض عرق فى جزء من كائن فى أى مكان إلا بأمره .. ولا يغفل عن شىء بآخر .. ولا يشغله شأن عن شأن .. ولا تقوم الحياة إلا بأمره .. وإذا أراد شىء فإنما يقول له كن فيكون .
وإذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية ، والقلب الإنسانى ، فإن الإيمان بالله والدار الآخرة هو ماؤها وغذاؤها ، وهواؤها وضياؤها : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .

إن المؤمن يعيش فى سعة من نفسه وقلبه ، ولو لم يكن فى سعة من عيشه فطبيعة الإيمان توسع النفس والقلب والحياة ، لأنه يصل صاحبه بالوجود كله ، ظاهره وباطنه ، علويه وسفليه .. ما يبصر منه وما لا يبصر .. ماضيه وحاضره ومستقبله .. يصله بالسموات والأرض ومن فيهن يصله بالملائكة وحملة العرش والقوى الروحية من جنود الله التى لا يعلمها إلا هو .. يصله بحملة النور الإلهى ، وأصحاب الرسالات السماوية من لدن آدم أبى البشر إلى محمد صلى الله عليه وسلم . يصله بالصديقين والشهداء والصالحين من كل أمة ومن كل عصر ، يصله بالآخرة والبعث والحساب والجنة والنار وباختصار يصله بالوجود ورب الوجود ، الأول والآخر ، والظاهر والباطن .

والنفس المؤمنة نفس رحبة واسعة لأنها تعيش فى نور يهديها سبيلها ، ويكشف لها ما حولها ومن شأن النور أن يوسع الدائرة التى يحيا فيها الإنسان . على عكس الظلام فإن الذى تكتنفه الظلمة لا يرى ما حوله ولا من حوله . بل لا يرى الشىء وهو بجواره تكاد تلمسه يداه ، بل لا يرى نفسه ، ولا شىء أقرب إليه من نفسه فإذا لاح له شعاع خافت بدأ يرى نفسه ، أو شيئا مما حوله .. فإذا قوى هذا النور . وانتشرت أشعته العريضة ، أضاء له دائرة أوسع ، وعلى قدر قوة هذا النور .. وقوة البصر عند الإنسان ، تكون سعة الدائرة التى يدركها البصر .

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) فقال : ( إن النور إذا دخل فى القلب أتسع وانفسح ) .

والمؤمن كما يغمره الشعور بنعمة الله عليه فى كل حين وفى كل حال ، لا يفقد هذا الشعور وإن أصابته البأساء والضراء ، وهزته زلازل الحياة .

إنه يشعر بنعمة الله عليه فى كل شىء حوله ، ويرى فى كل ذرة فى الأرض أو فى السماء منحة من الله له ، تيسر له معيشته ، وتعينه على القيام برسالته فى الحياة .. إنه يرى نعمة الله فى هبة الريح ، وسير السحاب ، وتفجير الأنهار ، وبزوغ الشمس ، وطلوع الفجر ، وضياء النهار ، وظلام الليل ، وتسخير الدواب ، وإنبات النبات .

والمؤمن راضى عن نفسه .. عن وجوده ومكانه فى الكون ، لأنه يعلم أنه ليس ذرة ضائعة ، ولا كماً مهمل ، ولا شيئاً تافهاً ، بل قبس من نور الله ، ونفخة من روح الله ، وخليفة فى أرض الله . وهو راضى عن ربه ، لأنه آمن بكماله وجماله ، وأيقن بعدله ورحمته ، واطمأن إلى علمه وحكمته ، وهو موقن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، ورحمته تعالى به أعظم من رحمة أبويه به ، ينظر فى الأنفس والآفاق فيرى آثار بره تعالى ورحمته فيناجى ربه : ( بيدك الخير إنك على كل شىء قدير ) . ونتيجة لهذا فالمؤمن راضى عن الحياة والكون من حوله ، لأنه يعتقد أن هذا الكون الفسيح صنع الله الذى أتقن كل شىء : ( الذى أعطى كل خلقه ثم هدى ) ، وكل ذرة فى الأرض أو فى السماء تدل على حكمة حكيم ، وتقدير عزيز عليم ، وتدبير ملك عظيم ورعاية رب كريم رحيم .. فلا يتحسر المؤمن على الماضى باكياً حزيناً ، ولا يلقى الحاضر جزوعاً ساخطاً ، لا يواجه المستقبل خائفاً وجلاً ، ولا يعيش فى فزع منه ، ورهبة من غموضه ، وتوجس من جبروته وكـأنه عدو شرير متربص ، بل يعيش آمن النفس كأنه فى الجنة .. وهو آمن على رزقه أن يفوت .
فإن الأرزاق فى ضمان الله الذى لا يخلف وعده . ولا يضيع عبده . وقد خلق الأرض مهداً وفراشاً وبساطاً .. وبارك فيها وقدر فيها أقواتها .

والمؤمن راضى بما قسم الله له من رزق ، وما قدر له من مواهب ، وما وهب له من حظ ، لأنه مؤمن بعدل الله فيما قسم من أرزاق .

والمؤمن لا يحسد ، لأن الحسد داء من أدواء الأمم ، داء نفسى يصنع بالروح ما تصنع الأوبئة بالأجسام ، فهو غم على صاحبه ، ونكد دائم له ، وغيظ لقلبه لا ينتهى أمده .. والمؤمن لا يحسد ، لأنه يحب الخير لعباد الله جميعاً إنه مؤمن بعدل ربه فيما قسم من أرزاق .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

  النفوس المطمئنة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: النفوس المطمئنة      النفوس المطمئنة  Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 22, 2010 9:16 am

السكينة وطمأنينة القلب وراحة الضمير .. هى جنة الأحلام التى ينشدها كل بشر ، من الفيلسوف فى قمة تفكيره وتجريده ، إلى العامى فى قاع سذاجته
وبساطته ومن الملك فى قصره المشيد ، إلى الصعلوك فى كوخه الصغير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النفوس المطمئنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: الجسم السليم و النفس المطمئنة :: الصحة النفسية وعلم النفس-
انتقل الى: