منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
تابع المرحلة الثانية   -  الدعوة جهارا  -   الجزء التاسع 14971045

 

 تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

تابع المرحلة الثانية   -  الدعوة جهارا  -   الجزء التاسع Empty
مُساهمةموضوع: تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء التاسع   تابع المرحلة الثانية   -  الدعوة جهارا  -   الجزء التاسع Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 22, 2010 12:16 pm

تابع المرحلة الثانية
الدعوة جهارا
الجزء التاسع


إسلام عمر رضى الله عنه :

وخلال هذا الجو الملبد بالغيوم والظلم أضاء برق أخر أشد بريقاً وإضاءة من الأول ، ألا وهو إسلام عمر بن الخطاب ، أسلم فى ذى الحجة سنة ستة من النبوة ، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضى الله عنه ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه ، فقد أخرج الترمذى عن ابن عمر ، وصححه ، وأخرج الطبرانى عن ابن مسعود وأنس أن النبى قال : (
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك
بعمر بن الخطاب او بأبى جهل بن هشام )
فكان أحبهما عمر رضى الله عنه .
وبعد إدارة النظر فى جميع الروايات التى رويت فى إسلامه يبدوا أن نزول الإسلام فى قلبه كان تدريجياً ، ولكن قبل أن نسوق خلاصتها نرى أن نشير إلى ما كان يتمتع به رضى الله عنه من العواطف والمشاعر .
كان رضى الله عنه معروفا بحدة الطبع وقوة الشكيمة ، وطالما لقى المسلمون منه ألوان الأذى ، والظاهر أنه كانت تصطرع فى نفسه مشاعر متناقضة ؛ احترامه للتقاليد التى سنها الآباء والأجداد وتحمسه لها ، ثم إعجابه بصلابة المسلمين ، وباحتمالهم البلاء فى سبيل العقيدة ، ثم الشكوك التى كانت تساوره ـ كأى عاقل ـ فى أن ما يدعوا إليه الإسلام قد يكون أجل وازكى من غيره ، ولهذا ما إن يثور حتى يخور .
وخلاصة الروايات ـ مع الجمع بينها ـ فى إسلامه رضى الله عنه ، أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته ، فجاء إلى الحرم ، ودخل فى ستر الكعبة ، والنبى صلى الله عليه وسلم قائم يصلى ، وقد استفتح سورة ( الحاقة )
، فجعل عمر يستمع إلى القرآن ، ويعجب من تأليفه ، قال : فقلت ـ أى فى نفسى :
هذه والله شاعر ، كما قالت قريش ، قال : فقرأ ( إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ) قال : قلت كاهن ، قال : ( ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون ، تنزيل من رب العالمين ) إلى أخر السورة ـ الحاقة ـ قال :
فوقع الإسلام فى قلبى .
كان هذا أول وقوع نواة الإسلام فى قلبه ، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية ، وعصبية التقليد ، التعاظم بدين الآباء هى غالبة على مخ الحقيقة التى كان يتهمس بها قلبه ، فبقى مجداً فى عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذى يكمن وراء هذه القشرة .
وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوماً متوشحاً سيفه يريد القضاء على النبى ، لقيه نعيم بن عبد الله النحام العدوى ، ورجل من بنى زهرة ، أو رجل من بنى مخزوم فقال :
أين تعمد يا عمر ؟ قال أريد أن أقتل محمداً ، قال كيف تأمن من بنى هاشم ومن بنى زهرة وقد قتلت محمداً ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبوت ، وتركت دينك الذى كنت عليه ، قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر !
إن أختك وختنك قد صبوا ، وتركا دينك الذى أنت عليه ، فمشى عمر دامراً حتى أتاهما ، وعندهما خباب بن الأرت ، معه صحيفة فيها : ( طه )
يقرئهما إياها ـ وكان يختلف إليهما ويقرئهما القرآن ـ فلما سمع خباب حس عمر توارى فى البيت ، وسترت فاطمة ـ أخت عمر ـ الصحيفة ، وكان قد سمع عمر حين دنا من البيت قراءة خباب إليهما ، فلما دخل عليهما قال : ما هذه الهينمة التى سمعتها عندكم ؟ فقالا : ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا ، قال : لعلكما قد صبوتما ، فقال له ختنه : يا عمر أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً ، فجاءت أخته فرفعته عن زوجها ، فنفحها نفحة بيده ، فدمى وجهها ـ وفى رواية ابن إسحاق أنه ضربها فشجها ـ فقالت ، وهى غضبى : يا عمر إن الحق فى غير دينك ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
فلما يئس عمر ، ورأى ما بأخته من دم ندم واستحيا ، وقال : أعطونى هذا الكتاب الذى عندكم فأقرأه ، فقالت أخته : إنك رجس ، ولا يمسه إلا المطهرون ، فقم فأغتسل ، فقام فأغتسل ، ثم أخذ الكتاب فقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم )
فقال : أسماء طيبة طاهرة ، ثم قرأ ( طه ) حتى انتهى إلى قوله ( إننى أنا الله لا إليه إلا أنا فأعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ) فقال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ؟ دلونى على محمد .
فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت ، فقال : أبشر يا عمر ، فإنى أرجوا أن تكون دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس : ( اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام ) ورسول الله فى الدار التى فى أصل الصفا .
فأخذ عمر سيفه ، فتوشحه ، ثم أنطلق حتى أتى الدار ، فضرب الباب ، فقام رجل ينظر من خلل الباب ، فرآه متوشحاً السيف ، فأخبر رسول الله ، وأستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر ؟ فقال : وعمر ؟ افتحوا له الباب ، فإن جاء يريد خيراً بذلناه له ، وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه ، فخرج إلى عمر حتى لقيه فى الحجرة ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، ثم جبذه جبذة شديدة فقال : ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم ، هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ) ، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وأسلم ، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد .
كان عمر رضى الله عنه ذا شكيمة لا يرام ، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين ، وشعورا لهم بالذل والهوان ، وكسا المسلمين عزة وشرفا وسروراً .
روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال : لما أسلمت تذكرت أى أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة ،
قال : قلت : أبو جهل فأتيت حتى ضربت عليه بابه ، فخرج إلى ، وقال : أهلا وسهلا ، ما جاء بك ؟ قال : جئت لأخبرك أنى قد آمنت بالله ورسوله محمد ، وصدقت بما جاء به ، قال : فضرب الباب فى وجهى ، وقال : قبحك الله وقبح ما جئت به .
وذكر ابن الجوزى أن عمر رضى الله عنه قال : كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال ، فيضربونه ويضربهم ، فجئت ـ أى حين أسلمت ـ إلى خالى ـ وهو العاصى بن هاشم ـ فأعلمته فدخل البيت ، قال : وذهبت إلى رجل من كبراء قريش ـ لعله أبو جهل ـ فأعلمته فدخل البيت .
وفى رواية لابن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : لما أسلم عمر بن الخطاب لم تعلم بإسلامه ، فقال : أى أهل مكة أنشأ للحديث ؟ فقالوا : جميل بن معمر الجمحى ، فخرج إليه وأنا معه ، أعقل ما أرى وأسمع ، فأتاه ، فقال : يا جميل إنى قد أسلمت ، قال : فو ألله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى ( بأعلى صوته ) أن : يا قريش إن ابن الخطاب قد صبا فقال عمر ـ وهو خلفه : كذب ، ولكنى قد أسلمت ( وأمنت بالله وصدقت رسوله ) ، فثاروا إليه فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم ، وطلح ـ أى أعيا ـ عمر فقعد وقاموا على رأسه ، وهو يقول : افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا .
وبعد ذلك زحف المشركين إلى بيته يريدون قتله ، روى البخارى عن عبد الله بن عمر قال : بينما هو ـ أى عمر ـ فى الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمى أبو عمرو ، وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير ـ وهو من بنى سهم ، وهم حلفاؤنا فى الجاهلية فقال له : ما لك ؟ قال : زعم قومك أنهم سيقتلونى إن أسلمت ، قال : لا سبيل إليك ـ بعد أن قالها أمنت ـ فخرج العاص ، فلقى الناس قد سال بهم الوادى ، فقال : أين تريدون ؟ فقالوا : هذا ابن الخطاب الذى قد صبأ ، قال : لا سبيل إليه فكر الناس ، وفى لفظ فى رواية ابن إسحاق : والله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه .
هذا بالنسبة إلى المشركين ، أما بالنسبة للمسلمين فروى مجاهد عن ابن عباس قال : سألت عمر بن الخطاب : لأى شىء سميت الفاروق ؟ قال : أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه ، وقال فى أخره : قلت ـ أى حين أسلمت : يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال : ( بلى والذى نفسى بيده ، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ) قال : قلت : ففيم الاختفاء ؟ والذى بعثك بالحق لنخرجن ، فأخرجناه فى صفين ، حمزة فى أحدهما وأنا فى الأخر ، له كديد ككديد الطحين ، حتى دخلنا المسجد ، قال : فنظرت إلى قريش وإلى حمزة ، فأصبتهم كآبة لم يصبهم مثلها ، فسمانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الفاروق ) يومئذ .
وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول : ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر .
وعن صهيب بن سنان الرومى رضى الله عنه قال : لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعى إليه علانية ، وجلسنا حول البيت حلقاً ، وطفنا بالبيت ، وانتصفنا ممن غلظ علينا ، ورددنا عليه بعض ما يأتى به
وعن عبد الله بن مسعود قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تابع المرحلة الثانية من الدعوة جهارا - الجزء الثانى -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثالث -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الخامس
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثامن -
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السابع -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: