منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
 تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  -  الجزء السادس -  14971045

 

  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السادس -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

 تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  -  الجزء السادس -  Empty
مُساهمةموضوع: تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السادس -     تابع المرحلة الثانية  - الدعوة جهارا  -  الجزء السادس -  Icon_minitimeالخميس سبتمبر 16, 2010 4:52 am

تابع المرحلة الثانية
الدعوة جهارا
الجزء السادس


اعتداءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم :

واخترقت قريش ما كانت تتعاظمه وتحترمه منذ ظهرت الدعوة على الساحة ، فقد صعب على غطرستها وكبريائها أن تصبر طويلاً فمدت يد الاعتداء إلى رسول الله ، مع ما كانت تأتيه من السخرية والاستهزاء والتشويه والتلبيس والتشويش وغير ذلك ، وكان من الطبيعى أن يكون أبو لهب فى مقدمتهم وعلى رأسهم ، فإنه كان أحد رؤوس بنى هاشم ، فلم يكن يخشى ما يخشاه الآخرون ، وكان عدواً لدوداً للإسلام وأهله ، وقد وقف موقف العداء من رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليوم الأول ، واعتدى عليه قبل أن تفكر فيه قريش ، وقد أسلفنا ما فعل بالنبى فى مجلس بنى هاشم ، وما فعل بالصفا .
وكان أبو لهب قد زوج ولديه عتبة وعتيبة ببنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم قبل البعثة ، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما بعنف وشدة حتى طلقاهما .
ولما مات عبد الله ـ الابن الثانى لرسول الله ـ استبشر أبو لهب وذهب إلى المشركين يبشرهم بأن محمد صارا أبتر .
وقد أسلفنا أن أبا لهب كان يجول خلف النبى فى موسم الحج والأسواق لتكذيبه بل كان يضربه بالحجر حتى يدمى عقباه .
وكانت امرأة أبى لهب ـ أم جميل أروى بنت حرب بن أمية ، أخت أبى سفيان ـ لا تقل عن زوجها فى عداوة النبى صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت تحمل الشوك ، وتضعه فى طريق النبى وعلى بابه ليلاً ، وكانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها ، وتطيل عليه الافتراء والدس ، وتؤجج نار الفتنة ، وتثير حرباً شعواء على النبى ؛ ولذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب .
ولما سمعت ما نزل فيها وفى زوجها من القرآن أتت رسول الله وهو جالس فى المسجد عند الكعبة ، ومعه أبو بكر الصديق وفى يدها فهر( أى بمقدار ملء الكف ) من حجارة ، فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا ترى إلا أبا بكر، فقالت : يا أبا بكر ، أين صاحبك ؟ قد بلغنى أنه يهجونى ، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ، أما والله إنى لشاعرة ، ثم قالت :
مذمما عصينا ، وأمره أبينا ، ودينه قلينا
ثم انصرفت ، فقال أبو بكر يا رسول الله ، أما ترها رأتك ؟ فقال : ( ما رأتنى لقد أخذ الله ببصرها عنى ) .
وروى أبو بكر البزار هذه القصة ، وفيها : أنها لما وقفت على أبى بكر قالت : أبا بكر هجانا صاحبك ، فقال أبو بكر لا ورب هذه البنية ، ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به ، فقالت إنك لمصدق .
كان أبو لهب يفعل كل ذلك وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاره ، كان بيته ملصقا ببيته كما كان غيره من جيران رسول الله يؤذونه وهو فى بيته .
قال ابن إسحاق :كان النفر الذين يؤذون رسول الله فى بيته أبا لهب ، والحكم ابن العاص بن أمية ، وعقبة بن أبى معيط ، وعدى بن حمراء الثقفى ، وابن الأصداء الهزلى ـ وكانوا جيرانه ـ لم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن أبى العاص ، فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلى ، وكان أحدهم يطرحها فى برمته إذا نصبت له ، حتى اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً ليستتر به منهم إذا صلى فكان رسول الله إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود ، فيقف به على بابه ، ثم يقول
( يابنى عبد مناف ، أى جوار هذا ؟ )
ثم يلقيه فى الطريق .
وازداد عقبة بن أبي معيط فى شقاوته وخبثه ، فقد روى البخارى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن: النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى عند البيت ، وأبو جهل وأصحاب له جلوس ؛ إذ قال بعضهم لبعض
أيكم يجئ بسلا جزور بنى فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فأنبعثى أشقى القوم
( وهو عقبة بن أبي معيط ) فجاء به فنظر ، حتى إذا سجد النبى وضع على ظهره بين كتفيه ، وأنا أنظر ، لا أغنى شيئا ، لو كانت لى منعة قال : فجعلوا يضحكون ،
ويحيل بعضهم على بعض
( أى يتمايل بعضهم على بعض مرحاً وبطراً )
ورسول الله ساجد لا يرفع رأسه ، حتى جاءت فاطمة ، فطرحته عن ظهره ، فرفع رأسه ، ثم قال : ( اللهم عليك بقريش ) ثلاث مرات ، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم قال : وكانوا يرون أن الدعوة فى ذلك البلد مستجابة ، ثم سمى ( اللهم عليك بأبى جهل وعليك بعتبة وعتيبة ، وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعتبة بن أبى معيط )
ـ وعد السابع فلم نحفظه ـ فو الذى نفسى بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى فى القليب ، قليب بدر .
وكان أمية بن خلف إذا رأى رسول الله همزه ولمزه ،وفيه نزل : ( ويل لكل همزة لمزة ) قال ابن هشام : الهمزة الذى يشتم الرجل علانية ، ويكسر عينيه ويغمز به ، واللمزة الذى يعيب الناس سراً ، ويؤذيهم .
أما أخوه أبى بن خلف فكان هو وعقبة بن أبى معيط متصافيين ، وجلس عقبة مرة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وسمع منه ، فلما بلغ ذلك أبياً أنبه وعاتبه ، وطلب منه أن يتفل فى وجه رسول الله ففعل ؛ وأبى بن خلف نفسه فت عظماً رميماً ثم نفخه فى الريح نحو الرسول
وكان الأخنس بن شريق الثقفى ممن ينال من رسول الله وقد وصفه القرآن بتسع صفات تدل على ما كان عليه ، وهى فى قوله تعالى :
( ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم )
وكان أبو جهل يجئ أحياناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع القرآن ، ثم يذهب عنه فلا يؤمن ولا يطيع ، ولا يتأدب ولا يخشى ، ويؤذى رسول الله بالقول ، ويصد عن سبيل الله ، ثم يذهب مختالاً بما فعل ، فخوراً بما ارتكب من الشر ، كأن ما فعل شيئاً يذكر ، وفيه نزل ( فلا صدق ولا صلى ) : ،
وكان يمنع النبى عن الصلاة منذ أول يوم رآه يصلى فى الحرم ، ومرة مر به وهو يصلى عند المقام فقال يا محمد ، ألم أنهك عن هذا ، وتوعده ، فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتهره ، فقال :
يا محمد بأى شىء تهددنى ؟ أما والله إنى لأكثر هذا الوادى نادياً ، فأنزل الله:
( فليدع ناديه ، سندع الزبانية )
وفى رواية أن النبى صلى الله عليه وسلم أخذ بخناقه وهزه ، وهو يقول له : ( أولى لك فأولى ، ثم أولى لك فأولى ) فقال عدو الله :
أتوعدنى يا محمد ؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئاً ، وإنى لأعز من مشى بين جبليها .
ولم يكن أبو جهل ليفيق من غباوته بعد هذا الانهيار ، بل ازداد شقاوة فيما بعد ، أخرج مسلم عن أبى هريرة : قال قال أبو جهل
: يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل :
نعم ، فقال ::
واللات والعزى ، لئن رأيته لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ، زعم ليطأ رقبته ، فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقى بيديه ، فقالوا :
:ما بك يا أبا الحكم ؟ قال :
إن بينى وبينه خندق من نار وهولاً وأجنحة ، فقال رسول الله :
( لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضواً عضواً )
هذه صورة مصغرة جداً لما كان يلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون من الظلم والخسف والجور على أيدى طغاة المشركين ، الذين كانوا يزعمون أنهم أهل الله وسكان حرمه .
وكان من مقتضيات هذه الظروف المتأزمة أن يختار رسول الله موقفاً حازماً ينقذ به المسلمين عما دهمهم من البلاء ويخفف وطأته بقدر المستطاع ، وقد أتخذ رسول الله خطوتين حكيمتين كان لهما أثرهما فى تسيير الدعوة وتحقيق الهدف وهما :
1 ـ اختيار دار الأرقم بن أبى الأرقم المخزومى مركزاً للدعوة ومقراً للتربية .
2 ـ أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة .

دار الأرقم :

كانت هذه الدار فى أصل الصفا ، بعيدة عن أعين الطغاة ومجالسهم ، فاختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجتمع فيها المسلمين سراً فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ؛ وليؤدى المسلمون عبادتهم وأعمالهم ، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله وهم فى أمن وسلام وليدخل من يدخل فى الإسلام ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة .
ومما لم يكن يشك فيه أن رسول الله لو اجتمع بالمسلمين علنا لحاول المشركون بكل ما عندهم من القسوة والغلظة أن يحولوا بينه وبين ما يريد من تزكية نفوسهم ومن تعليمهم الكتاب والحكمة ، وربما أفضى ذلك إلى مصادمة الفريقين ، بل قد وقع ذلك فعلاً ، فقد ذكر ابن إسحاق أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون فى الشعاب ، فيصلون فيها سراً فرآهم نفر من كفار قريش ، فسبوهم وقاتلوهم ، فضرب سعد بن أبى وقاص رجلاً فسال دمه ، وكان أول دم هريق فى الإسلام .
ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم ، فكان من الحكمة السرية والإخفاء ، فكان عامة الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم واجتماعهم ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يجهر بالدعوة بين ظهرانى المشركين ، لا يصرفه عن ذلك شىء ، ولكن كان يجتمع مع المسلمين سراً ؛ نظراً لصالحهم وصالح الإسلام .

الهجرة الأولى إلى الحبشة :

كانت بداية الاعتداءات فى أواسط أو أواخر السنة الرابعة من النبوة ، بدأت ضعيفة ، ثم لم تزل تشتد يوماً فيوماً وشهراً فشهرا ، حتى تفاقمت فى أواسط السنة الخامسة ، ونبا بهم المقام بمكة ، وأخذوا يفكرون فى حيلة تنجيهم من هذا العذاب الأليم ، وفى هذه الظروف نزلت سورة الزمر.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أصحمة النجاشى ملك الحبشة ملك عادل ، لا يظلم عنده أحد ، فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم من الفتن .
وفى رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة ، كان مكوناً من أثنى عشرة رجلاً وأربع نسوة ، رئيسهم عثمان بن عفان ، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما :
( إنهما أول بيت هاجر فى سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام )
كان رحيل هؤلاء تسللاً فى ظلمة الليل ـ حتى لا تفطن قريش ـ خرجوا إلى البحر ويمموا ميناء شعيبة ، وقيضت لهم الأقدار سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة ، وفطنت لهم قريش ، فخرجت فى آثارهم ، ولكن لما بلغت إلى الشاطئ كانوا قد انطلقوا آمنين ، وأقام المسلمون فى الحبشة فى أحسن جوار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السادس -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء التاسع
»  تابع المرحلة الثانية من الدعوة جهارا - الجزء الثانى -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثالث -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الخامس
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثامن -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: