يرى الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله
أن الإسراء والمعراج كانتا بالروح والجسد
و أن الله سبحانه و تعالى لما كانت طبيعة الجسم البشرى
لا تتفق مع ملكوت السماوات,
أدخل فى بشرية محمد ما جعلها صالحة للصعود للسماوات
و لن نخوض فى غمار هذه الخلافات لأنها العقيدة
أقرب منها إلى التاريخ
والراجح أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد
معا فالمتمعن فى الآية الأولى من سورة الإسراء والآيات الأولى من سورة النجم
لا يملك إلا التصديق بذلك,
وألفاظ هذه الآيات لا تحتمل غير ذلك ففى قوله تعالى
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
فالعبد لا يكون إلا روحاً وجسداً,
و تصدير الآية بلفظ"سبحان"يدل على أن الأمر أعظم
من أن يكون رؤيا مناميةأما قوله تعالى:
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى *
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
وقوله تعالى: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
فألفاظ (عبده – الفؤاد – رأى – البصر)
لا يمكن أن تطلق إلا إذا كان محمد(ص) بجسده و روحه
و طالما أن الإسراء و المعراج معجزة من معجزات
محمد صلى الله عليه و سلم,
فلابد أن تختلف فيها العقول وتحار فيها الأفهام,
و إلا لو وصلت العقول و الإفهام إلى مكنون
سر هذه الرحلة الإلهية لانتفى كونها معجزة
و أصبحت شيئاً عادياً يستطيع العقل البشرى المحدود
أن يحيط بمكنونه و معرفة أسراره,
و بمرور الوقت و تعاقب الزمن تنتفى فيها المعجزة
و يصبح شأنها شأن المخترعات الحديثة تبهر العقول
عند اختراعها و سرعان ما يألفها الناس بمرور الوقت
و تصبح شيئاً عادياً,
و لكن ستبقى معجزة محمد(ص) خالدة باقية...
و لتحار فيها الأفهام وتختلف فيها العقول
فهذا سر الإعجاز فى هذه الرحلة الإلهية العجيبة
مشكور أخي الفاضل على إنتقائك
ودمت بخير