منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
 تابع المرحلة الثانية  -  الدعوة جهارا  - الجزء الرابع  - الاضطهادات -  14971045

 

  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الرابع - الاضطهادات -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طائر الليل
عضو محترف
عضو محترف
طائر الليل


عدد المساهمات : 208
نقاط : 555
تاريخ التسجيل : 20/01/2010

 تابع المرحلة الثانية  -  الدعوة جهارا  - الجزء الرابع  - الاضطهادات -  Empty
مُساهمةموضوع: تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الرابع - الاضطهادات -     تابع المرحلة الثانية  -  الدعوة جهارا  - الجزء الرابع  - الاضطهادات -  Icon_minitimeالأحد يوليو 25, 2010 6:24 am

تابع المرحلة الثانية
الدعوة جهارا
الجزء الرابع

الاضطهادات :

أعمل المشركون الأساليب التى ذكرناها شيئا فشيئا لإحباط الدعوة بعد ظهورها فى بداية السنة الرابعة من النبوة ، ومضت على ذلك أسابيع وشهور وهم مقتصرون على هذه الأساليب لا يتجاوزونها إلى طريق الاضطهاد والتعذيب ، ولكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب
لم تجد نفعا فى إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم ، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتتهم عن دينهم ، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام ، وانقض كل سيد على من اختار من عبيده طريق الإيمان .
وكان من الطبيعى أن يهرول الأذناب والأوباش خلف سادتهم وكبرائهم ، وتحركوا حسب مرضاتهم وأهوائهم ، فجروا على المسلمين – ولا سيما الضعفاء منهم – ويلات تقشعر منها الجلود ، وأخذوهم بنقمات تنفطر لسماعها القلوب .
كان أبو جهل إذا سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه ، واوعده بإبلاغ الخسارة الفادحة فى المال ، والجاه ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به .
وكان عم عثمان بن عفان يلفه فى حصير من ورق النخل ثم يدخنه من تحته .
ولما علمت أم مصعب بن عمير بإسلامه منعته من الطعام والشراب ، وأخرجته من بيته ، وكان من أنعم الناس عيشا ، فتخشف جلده تخشف الحية .
وكان صهيب بن سنان الرومى يعذب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما يقول .
وكان بلال مولى أمية بن خلف الجمحى ، فكان أمية يضع فى عنقه حبلا ثم يسلمه إلى الصبيان ، يطفون به فى جبال مكة ، ويجرونه حتى كان الحبل يؤثر فى عنقه ، وهو يقول أحد أحد ، وكان أميه يشده شدا ثم يضربه بالعصا ، ويلجئه إلى الجلوس فى حر الشمس ، كما كان يكرهه على الجوع ، وأشد من ذلك كله أنه كان يخرجه إذا حميت الظهيرة ، فيطرحه على ظهره فى الرمضاء فى بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول : لا والله لا تزل هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو فى ذلك : أحد أحد ويقول : لو أعلم كلمة هى أغيظ لكم منها لقلتها ، ومر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود ، وقيل : بسبع أواق أو بخمس من الفضة ، وأعتقه .
وكان عمار بن ياسر رضى الله عنه مولى لبنى مخزوم ، وأسلم هو وأبوه وأمه ، فكان المشركين – وعلى رأسهم أبو جهل – يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء فيعذبونهم بحرها ، ومر بهم النبى صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال ( صبرا آل ياسر ، فأن موعدكم الجنة ) فمات ياسر فى العذاب ، وطعن أبو جهل سمية – أم عمار – فى قلبها بحربة فماتت ، وهى أول شهيدة فى الإسلام ، وهى سمية بنت خياط مولاة ابى حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت عجوز كبيرة ضعيفة ، وشددوا العذاب على عمار بالحر تارة ، وبوضع الصخر الأحمر على صدره أخرى ، وبغطه فى الماء حتى كان يفقد وعيه ، وقالوا له : لا نتركك حتى تسب محمداً ، أو تقول فى اللات والعزى خيراً فوافقهم على ذلك مكرها ، وجاء باكيا معتذرا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )
وكان أبو فكيه – واسمه أفلح – مولى لبنى عبد الدار ، وكان من الأزد ، فكانوا يخرجونهم فى نصف النهار فى حر شديد ، وفى رجليه قيد من حديد ، فيجردونه من الثياب ويبطحونه فى الرمضاء وخنقوه حتى ظنوا أنه قد مات فمر به أبو بكر فاشتراه وأعتقه لله .
وكان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار بنت سباع الخزاعية ، وكان حدادا فلما أسلم عذبته مولاته بالنار ، كانت تأتى بالحديد المحماة على ظهره أو رأسه ، ليكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن يزده ذلك إلا إيمانا وتسليما ، وكان المشركون أيضا يعذبونه فيلوون عنقه ، ويجذبون شعره ، وقد ألقوه على النار ، ثم سحبوه عليها ، فما أطفأها إلا ودك ظهره .
وكانت زنيرة أمة رومية قد أسلمت فعذبت فى الله ، وأصيبت فى بصرها حتى عميت فقيل لها : أصابتك الات والعزى ، فقالت : لا والله ما أصابتنى ، وهذا من الله ، إن شاء كشفه ، فأصبحت من الغد وقد رد الله بصرها ، فقالت قريش : هذا بعض سحر محمد .
وأسلمت أم عبيس ، جارية لبنى زهرة فكان يعذبها المشركون ، وبخاصة مولاها الأسود بن عبد يغوث ، وكان من أشد أعداء رسول الله ، ومن المستهزئين به .
وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بنى عدى ، فكان عمر بن الخطاب يعذبها – وهو يومئذ على الشرك – فكان يضربها حتى يفتر ، ثم يدعها ويقول : والله ما أدعك إلا سآمة ، فتقول : كذلك يفعل بك ربك .
وممن أسلمن وعذبن من الجوارى : النهدية وابنتها وكانتا لامرأة من بنى عبد الدار .
وممن عذب من العبيد : عامر بن فهيرة كان يعذب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما يقول .
وأشترى أبو بكر رضى الله عنه هؤلاء الإماء والعبيد رضى الله عنه وعنهم أجمعين ، فأعتقهم جميعا وقد عاتبه فى ذلك أبو أبو قحافة وقال : أراك تعتق رقابا ضعافا ، فلو أعتقت رجلا جلدا لمنعوك ، قال : إنى أريد وجه الله ، فأنزل الله قرآنا مدح فيه أبا بكر وذم أعداءه .قال تعالى : ( فأنذرتك نارا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذى كذب وتولى ) وهو أمية بن خلف ومن كان على شاكلته ، ( وسيجنبها الأتقى * الذى يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى ) وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه .
وأوذى أبو بكر الصديق أيضا ، فقد أخذه نوفل بن خويلد العدوى ، وأخذ معه طلحة بن عبيد الله فشدهما فى حبل واحد ، ليمنعهما عن الصلاة وعن الدين فلم يجيباه ، فلم يروعاه إلا وهما مطلقان يصليان ؛ ولذلك سميا بالقرينين ، وقيل : إنما فعل ذلك عثمان بن عبيد الله أخو طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه .
والحاصل أنهم لم يعلموا بأحد دخل الإسلام إلا وتصدوا له بالأذى والنكال ، وكان ذلك سهلا ميسورا بالنسبة لضعفاء المسلمين ، ولا سيما العبيد والإيماء منهم فلم يكن من يغضب لهم ويحميهم ، بل كانت السادة والرؤساء هم أنفسهم يقومون بالتعذيب ويغرون الأوباش ، ولكن بالنسبة لمن أسلم من الكبار والأشراف كان ذلك صعبا جدا ؛ إذ كانوا فى عز ومنعة من قومهم ، ولذلك قلما كان يجترئ عليهم إلا أشراف قومهم ، مع شئ كبير من الحيطة والحذر .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الرابع - الاضطهادات -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء الثامن -
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السابع -
»  تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء السادس -
» تابع المرحلة الثانية - الدعوة جهارا - الجزء التاسع
»  تابع المرحلة الثانية من الدعوة جهارا - الجزء الثانى -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: روضة الايمان :: سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: