منبر الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منبر الابداع للابداع شكل جديد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءتسجيل دخول الاعضاء
 أوراق الورد  14971045

 

  أوراق الورد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سليمان شاويش
المشرف العام
المشرف العام
سليمان شاويش


عدد المساهمات : 311
نقاط : 748
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 64

 أوراق الورد  Empty
مُساهمةموضوع: أوراق الورد     أوراق الورد  Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 1:08 pm

على أوراق الورد
كشف الصباح بنورة وخاطب الحياة . والربيع يختال بعطره ووفرة الوان الورود . والفراشات مختلفة الألوان تحلق بين الأغصان وفوق الأوراق فتخطلت بخضرتها وبلون الورود . والطيور تغرد وهى ساكنة بأعشاشها تسبح لربها وتشدوا للصباح الجديد. نسمات الصباح تنعش الصدور وتحمل ما علق بالنفس من الألأم .تذيبها وتطردها فتنتعش الحياة لتضئ وتبتسم للمهموم .
وحين ارتفعت الشمس كنت بين الحقول أسير . وعند شجرة عتيقة جلست الى جزعها أرقب الكون بثوبه الجديد . النسمات الرطبة المعطرة تنعشنى . وأستمع الى لحن تعذفه أصوات الأوراق وهى تقبل بعضها . وتغريد العصافير وغناء الطيور . وأتأمل أغصان النبات وهى تتراقص اثر نسمات مرحه داعبتها ومضت وغيرها تعود .وبالقرب منى وأمامى شجرة شابة. فوق غصن منها غض نضير- كفتاة فى مقتبل العمر- تتدلى منه اوراق الربيع الخضراء عصفورة فوق عشها. راحت تذهب وتعود تحمل الحب لصغارها وهم بها فرحين . تطعمهم وتعمل بمنقارها فى ريشهم وهم بريشها وبمنقارها متشبسين. لا يريدون منها أن تذهب وهى كذلك مبتهجة بهم فتبطئ ولا تسرع . وتظل الى جوارهم قدر استطاعتها .
ظلت العصفورة تذهب وتعود بالطعام لصغارها. وكررت ذلك مرات ومرات . وأنا جالس مسندا ظهرى الى جزع هذه الشجرة العجوز.أرقب هذا وكل ما حولى من مظاهر الربيع . ويستظل بهذه الشجرة الشابة- التى تحمل عش العصفورة - حوض من الورود فرح بتفتحه ونضارته. يبتسم للفراشات ويغنى مع الطيور . وتلك العصفورة ليست وحدها بل غيرها الكثير جمعات جمعات . والكل مبتهج بالربيع . وانا ابتسم لنفسى فى جلستى هذه ولكل ما هو الى جوارى . ولا اغفل عن صغار هذه العصفورة . فقد ادهشنى بهجتهم وسرنى صوتهم وهم يجدون فى طلب أمهم وفرحتهم بالطعام . ورؤسهم الصغير التى تطل من العش وكأن العش صار كائن حى يغرد ويشدوا بفرحته بالربيع .
مع كل هذا السرور بالشمس الساطعة والهواء والمرح بهذا الموكب الذاخر بألألوان . ظهر صياد يحمل بندقية على كتيفه. ويعلق مخلته بألأخر وهى تنام على ظهره مستكينة مع انها تحمل بباطنها طيور حرمت من حياتها . ينظر ويترقب بهدوء وسكينة ويدورفى كل اتجاه . ليرى اى طائرساكن يصوب اليه طلقات بندقية . واذا بى احدث نفسى عندما رأيته .
- ماذا جنت هذه الطيور ليحرمها هذا من الحياة ؟؟! هل بينها وبينه خلاف هل أتت على حق من حقوقه حتى يحرمها حقها ؟؟؟!!
وما زلت أرتكن الى جزع الشجرة وأود أن اقول له بصوت عالى .
- لماذا يأخى ؟؟! ان اسواء شئ أن يحرم الأنسان مخلوق خلقه الله من الحياة ؟؟ ؟!!
وهوما زال على نيته وعاقد العزم . راح ينظر ...... وينظر ...... ويتربص.... الى ان وقعت عيناه على العصفورة .وقد وقفت على عشها بعد عناء فى جمع الطعام للصغار . وراحت تعمل منقارها بفم صغارها وهم يرفرفون ويرفعون صوتهم
واتجه الصياد الى هذه العصفور. وصوب بندقية ودقق فى نشانه على الام وفى لمح البصرضغط باصبعه على زيناد البندقية . اصاب العصفورة وسال الدم من فمها الى فم صغارها مختلط بالحبات التى جمعتها لهم .
تعلقت العصفورة قليلا بالعش ورفرفت لصغارها بجناحيها تودعهم . وظلت هكذا لحظات وهى لا تستطيع المقاومة حتى سقطت.
هوت العصفورة من فوق عشها . مرفرفة تعزف بجناحيها لحن الموت والحزن وألألم . سقطت و تحت الشجرة حوض الورد الأبيض . استقرت العصفورة فوق وردة منه بيضاء ناصعة وسط الحوض نزفت كل ما بها من دم على اوراق الوردة التى تحولت الى حمراء . وظلت هكذا ذكرى لأنسان اخطاء وارتكب جرم بحق طائر لم يظلمه . وصغار لا يقوون على العيش وحدهم من غير طائر كبير يحمل لهم الحب والحياة . يملاء فمه لهم بغذاء يطعمهم . ويرفرف عليهم ليحييهم . وفى الليل ينشر جناحيه عليهم من برد الليل يحميهم .
تقدم الصياد فرحا مبتهجا بصيده. ولم يدرى بصغارها الصائحين بالعش فاغرين الفم جوعا. وألتقط العصفورة ورمى بها بداخل مخلته المعلقة فوق كتيفه . وظلت الوردة حمراء الى ان تهاوت منها الاوراق . وعندما تجددت اوراقها فى العام التالى تجددت من يومها هكذا حمراء . كما انتهت اليه فى سابق عامها. لكى تكون شاهدة على الغدر والخداع. من الانسان للطائر الذى لم يحمل له اى عداوة - واحينا لأنسان ربما لم يكن بينه وبينه اى خلاف - وسجلت الورودة جنايته على العصفورة . وصغارها الذين تعلقوا بالعش ينادون بافواه فاغرة عليها وهى قد اسلمت روحها لللالاه ..................
تأليف
سليمان محمد شاويش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أوراق الورد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الابداع :: ساحة الابداع الادبية :: القصة القصيرة والرواية والمسرحية-
انتقل الى: