روشتة من الطب النبوى
قال صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة . والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه ) صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله لقد كانت كلماتك هى الوقاية من شرور المرض النفسى وكانت كذلك علاجا لهذه الاضطرابات .
ونفس بمعنى أزاح وأعان ومعروف أن الضغوط النفسية المختلفة تسبب القلق والاكتئاب وربما تزيد الاكتئاب واشتد ووصل إلى الكرب وهو شدة الاكتئاب تقول الآية القرآنية * وضاقت عليهم الأرض بما رحبت * وضاقت عليهم انفسهم .
هذا الضيق النفسى والكرب المتزايد تسببه عوامل مختلفة يحاول الإنسان برحمة الله أن يجد لها الحل المناسب فإذا لم يجده تزايد الضيق . وهذا التزايد ظاهرة صحية حتى يفجر الإنسان مخزون طاقاته ويجد مع العسر والضيق يسرا وانفتاحا . * إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا * وهذه سياسة القرآن ألا يستسلم الإنسان بل يسلك طريق مواجهة الواقع ومصارعة الشدائد حتى يجد الحل .
أما إذا ضاقت عليه الدنيا مع استمرارية المجاهدة ووجد من يساعده فى رفع جهد الكرب والضيق فعندئذ يستشعر انفعال الحب والاحترام والتقدير لمن نفس عنه هذا الجهد وتنتشر المحبه بين الناس ويعم التوادد وربما كانت هذه الكربة كربة مادية أو نفسية أو مشاكل اجتماعية لم يوفق فى إيجاد الحل لها وهنا تدخل وظيفة الأخصائيون .
إن هؤلاء الذين يقفون لينفسوا عن الناس كربهم هم أصحاب الشخصيات الناضجة الذين مارسوا الطاعة وصقلتهم الأيام وصارعوا الصعاب ووصلوا إلى الرشد ووجدوا فى مساعدة الناس وتخفيف آلمهم والتنفيس من كربهم ورغبتهم وسعادتهم
وهذا الحديث الشريف هديه لكل من يريد أن يصل إلى مدارج الصفاء والرضاء إنهم ينفسون كرب الناس وييسرون على المعسرين ويسترون عورات الناس والله دائما فى عونهم فى السراء والضراء يزيد رصيدهم من الصمود النفسى فى الدنيا ومن فاز فيها حتما مع الفائزين عند لقاء الله .