حديث مع الكعبة
عن الصحة النفسية
بقلم .. د/ جمال ماضى أبوالعزايم
حفظت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( إن لله ملائكة تسوق الأهل إلى أهله ) وأحمد الله أن صحبنى فى زيارتى أخ فاضل هو الأستاذ الدكتور / أسامة الراضى ..... دخلنا من باب السلام وواجهتنا الأية القرآنية : * فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه * وطفنا حول البيت سبع مرات .. ذاكرين الله كثيرا ومستبصرين بمعنى الآية * ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم * وشاكرين نعم الله أن أعطانا سبعا من الأعضاء المثنوية
نرى بها ونسمع كذلك ونتكلم ونعرف ونعمل ونسعى ونتزوج بها ، وجلسنا أمام الكعبة بعد صلاة ركعتين عند مقام إبراهيم .
جلسنا نتأمل ونتدبر ونتحادث ووجدنا أنفسنا فى حديث مع الكعبة عن الصحة النفسية وبادرنى صديقى بقوله اسأل ما تشاء فللكعبة طاقات سوف تسمعك الإجابة فورا وأنا – والكلام هنا لصديقى أعتبر نفسى خادما من خدام الكعبة سوف اجيبك نيابة عنها إلا إذا تدخلت وأجابت وصححتا أخطائى عندئذ بدأنا حيث الكعبة .
س : هل للكعبة دور فى الصحة النفسية ؟
جـ : الكعبة حصن الأمان النفسى والزائر للكعبة حاضر القلب مع الله يراه الأكبر الأعظم الأعلى المدبر لكل الطاقات والواهب لكل النعم وهذا منتهى الأمن أن يكون الإنسان مع الله الحفيظ العليم الواقى .. واستمع إلى القرآن قال تعالى * وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وآمنا * وقال تعالى * ومن دخله كان أمنا * ودعاء سيدنا إبراهيم بانى الكعبة ، قال تعالى * وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا * والأمن والأمان حقيقة الصحة النفسية عندما يتوقف الصراع وتصل النفوس الإنسانية إلى السكينة والطمأنينة والأمان . والكعبة بمعناها الشامل العام هى حقيقة العبادة الحقة الخالصة العذبة التى توصلك للخشوع والفلاح قال تعالى * قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون * وزائر الكعبة يغتسل ما شاء الله له أن يغتسل وتقوى إرادته وتنضج وهو يعقد العزم للزيارة ويقوى على السفر والطواف والصلاة والسعى والهرولة وشرب ماء زمز ثم الجلوس للتأمل والتدبر . كما نفعل نحن الأن وكل هذه أسس الصحة النفسية إرادة صادقة معقودة على الهدف .. استعمال جيد للماء والنظافة وتلطيف الأجهزة العصبية بهذا التنبيه الجيد لها وغير كثير ثم أعمال جسمية مصحوبة بحضور نفسى وهى ممارسات علاجية لوظيفة الإنسان ثم سعى وتكليف بذلك فى حدود المشى أربعة كيلو مترات عند السعى يتخللها هروله توقظ طاقات الإنسان وتشد عضلاته وكيانه وشرب ماء زمزم إبان هذه العبادات وبعدها ثم الجلوس للتدبر والتفكير . كلها أسس وفيتامينات للصحة النفسية وهناك معنى خالد لودر الكعبة فى الصحة النفسية هذا المعنى هو حفظ القرآن واستذكاره والعمل به . والكعبة عنوان للقرآن الكريم يحفظه الناس بين جدرانها منذ طلوع الفجر .. قال تعالى * إن قرأن الفجر كان مشهودا * وفى كل صلاة من الصلوات الخمس تبنى العبادات جميعا على كلمات القرآن وهذه الكلمات هى أسس كذلك للصحة النفسية لم تدع صغيرة ولا كبيرة فى حياة الإنسان إلا وضعت له أسس قال تعالى *ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * وأمرت بحفظه وقراءته إبان تأدية العبادات حتى إذا قضيت العبادات والصلوات يأمر المسلم المؤمن بالانتشار
فى الأرض والعمل منفذا كلمات القرآن الكريم متحليا بأخلاقياته ومنتهاه الإحساس العام للنفس والولد والأهل والإحسان كذلك على الأعداء قال تعالى * فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم * . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * فالمؤمن وهو يحسن على العدو يلقنه درسا نفسيا عله يرجع وهو إذ ينفذ ذلك الدرس إنما ... يعطى طاقاته صبرا هو كل السعادة وكل نوال الخير .
والإسلام وهو يأمر المسلمين بالوقوف لله مصلين خمس مرات إنما يملأ كيان المسلم فى كل صلاة بمزيد من الطاقات ويحفز نفسه لمزيد من الصبر ويملأ قلبه بالسكينة والأمن والأمان فالمسجد فى كل أرض بيت الله والأمن والأمان هبة لكل داخل له متعبد لله فيه قال تعالى * وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين * واستطرد صديقى قائلا والوصول إلى الكعبة بعد رحلة السفر الطويل سعادة نفسية يشعر بها هؤلاء السائحون الراغبون فى التعبد وأداء الحمد والشكر لله . إنهم السائحون الذين يعنيهم قوله تعالى * التائبون العابدون الحامدون السائحون * إن كل خطوة فى سياحتهم تقوم بها أجسامهم ونفوسهم ظاهرهم وباطنهم فهى سياحة نفسية علاجية للجسم والنفس معا .
وتؤدى إلى سلوك ذو خلق مستمد من قيم الإسلام وتعاليمه السمحة هذا بعض من علاقة الصحة النفسية بالكعبة وإنى أومن أن كل توجيه قرآنى يقرأ فى جنبات الكعبة هو توجيه نفسى من الخالق الذى خلق الإنسان وأحسن تقويمه فمتى نتدبر معانى القرآن ومتى نتحلى بها قال تعالى * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر *