عمار القلوب
بذكر الله تعمر القلوب وتضئ . وبتركه تصبح خواء مظلمة . وبالذكر أيضا تطمأن النفس وتهداء وتستكين ........
اذا فكيف يكون الذكر ؟؟؟؟؟ .....
1- بأن يكون اللسان رطب بشهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله ..........................................
2- اقامة الصلاة المكتوبه والمداومة عليها فى حينها ووقتها .................................................. .........
3- اتاء الذكاة المفروضه وهى ذكاة المال وذكاة الفطر .................................................. ..............
4- وصوم رمضان فان كان مريض أوعلى سفرفعدة من أيام أخروان كان غيرمستطيع ففدية اطعام مساكين ......
5- الحج والعمرة لبيت الله الحرام لمن استطاع الى ذلك سبيل وان لم يكن مستطيع فتسقط عنه وأجره على الله ....
تلك هى الاعمدة الثابته والعامة فى ذكر الله سبحانه وتعالى . مفروضة على كل صغير وكبير . على كل من تعلم ومن لم يتعلم فعليه بالسعى للتعلم ليزداد من العلم والمعرفة .
ولأتمام ما تقدم يأتى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وجلب المنفعة ودفع المفسدة ( مقاومة الفساد قدر الأستطاعة ) والأفضل لك قبل ان تنهى عن المنكر او تأمر بالمعروف . أن تطبق أنت ذلك على نفسك . لأنك بعملك هذا تجعل المحيطون لك يقتدون بك . قد يكون هناك من يصعب عليه فهم ما فعلته فمن الواجب عليك اسداء النصيحة . للصالح العام وعلى من يريد أن يقتدى الأستماع حتى يصل بدون مجادلة الى الطريق الأمثل الذى يصل به الى النهاية بسلام ويسروليس بعسر.
وهناك ذكر خفى بين الانسان وبين الله سبحانه وتعالى . ذكر سرى لا يطلع عليه فيه انسان . ألا وهو التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأستغفار والصلاة على خير البريه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا كما ذكرنا لا يطلع عليك فيه أحد غير الله . وأنت غير مطالب بأن تفشيه او تجعله سرا. فهذا شأنك بين الله وبين النفس وأنت تراوضها.! وهى تتهذب بالقرب للبارئ المصور علام الغيوب .
وقد تهاجمك الأستفسارات عن كيفية القيام بالذكر هذا ؟؟؟!!
انه غير شاق على الجسد . ولكنه قد يكون شاق على النفس أول الأمر . فأذا أرت أن تذكر الله كالببغاء تردد
القول فقط . فكن كذلك ولكن كل شئ بحسابه ودرجاته عند الخالق . أما أذا كنت تود أن توثق الصلة بينك وبين الخالق أكثر وأكثر . فخلى النفس واترك الذات. وصفى العقل والقلب من كل ما يعلق بهما من شوائب . ولا تقحم النفس دفعة واحدة . بل خذها رويدا رويدا. الى أن يأتى عليك يوم تكن كالطائر الذى يغرد بصوته الشدى الخاص به هو. والنابع من أعماق القلب . دون تقليد غير واعى للغير او ترديد صوت غير صوت النفس .او حديث لأنسان أخر قد لا يعلم ما تعلمه. وان كان يعلم اكثر فتعلم منه. وكن نفسك أنت وصديق له .
وليكون شغل النفس بشئ هام وفرض جاء من عند الله سبحانه. واتبع سبيل الهادى البشير محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم . وافضل الذكر كما ورد هو أن تقراء القرأن ولا تغفل عن قول لا اله الا الله محمد رسول الله .
واحذر ان صفت النفس وأنت فى حالك هذا. واذداد بك الوجد والشوق أن تخطئ او تتفوه بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى . وليت لسانك يكون رطب بالدعاء بالخير لك ولغيرك. ففى الحالتين ستكون جنيت ثمار الخير وستعود عليك فى الحالتين .
بعد كل هذا وما تقدم تخيل معى بعد صفاء النفس وحالة الوجد الهانئه هذه. أين تجد الله سبحانه ؟؟ أين أجد الله !!! نعم ستجد الله سبحانه وتعالى فى قلبك فأحرص ولا تتسرع. ولا تنسى الحمد والشكر على كل صغيرة وكبيرة فزت بها . ولا تتعجب من القول أنك ستجد الله فى قلبك . وتذكر الحديث القدسى الذى قال فيه المولى سبحانه ( لم تسعنى أرضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى المؤمن ) والذكر الخفى الذى بينك وبين الله. يمكنك أن تؤديه وأنت مترجل اوجالس اوعلى جنبك او على ظهر دابتك . ولا تخف من ان يطلع عليك أحد بل احذر من نفسك فهى أخطر عليك من أى انسان . ولا تطعها وأسجد وأقترب ودع عنك الكبروالرياء والخيلاء والعجب
وانظر الى الأبيات التى قالها الأمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه :
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك ما فيهـا
لا دار للمراء بعد الموت يسكنها الا التى كان قبل الموت يبنيها
أحرص على حديث النفس هذا بينك وبين الله. وكن على حذر ولا يطمعك رضاء الله عليك ان كنت تشعر بذلك. ولاتذهب بنفسك الى ما يغضبه سبحانه . وتذكر سيدنا أبو بكر الصديق وهو المبشر بالجنه والذى أبلغه رسول الله قول الله قال : يا ابا بكر ان الله يقراءك السلام ويقول لك انه راضى عنك فهل انت راضى عن ربك
ومع ذلك كان ابو بكر يقول لا أمن مكر الله ولو احدى قدمى فى الجنه .وسيدنا عمر بن الخطاب وهو المبشر بالجنه . كان يورى فى وجهه خطين اسمرين من أثر الدموع والبكاء خوفا من العزيز الجبار. وهو امير المؤمنين ويقول لو عثرت دابة فى العراق لسؤال عنها عمر. وكثيرا ما كان يقول من خوفه من الله والحساب ليت ام عمر لم تلد عمر . فلا تغتر بنفسك واحرص حرصا شديد على الا تغضب الله.
وكن على أمل أن تكون من السابقين السابقين فى الأسلام .الذى حملوا الأسلام على أعناقهم وأكتافهم وبقلب القلب من قلوبهم !. هل تريد ان تكون مثل السابقين السابقين ؟؟؟ ان اردت ذلك فعليك أن تبداء الطريق مع الله من الأيام الأول فى شبابك. وبالأخص عن البلوغ وقبل ان تصل لسن التكليف. أقلع وتخلى عن كل ما هو ضار ومضل ومضر. ولا يدفعك عنفوان الشباب وغى الشيطان الى طريق الهلاك . وابداء بالقيام بالفرائض المفروضة على كل مسلم اولا. ثم ءأتمر بما أمر به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وانتهى عما نهوا عنه . فأنت ان بدأت مبكرا كما ذكرنا كنت من السابقين السابقين الذين ذكرهم الله سبحانه فى سورة الواقعة قال تعالى ( والسابقون السابقون * أؤلآءك المقربون * فى جنات النعيم * ثلة من الأولين * وقليل من الأخرين * ) أرأيت أيها الأخ الكريم وقرأت قوله سبحانه ثلة من الأولين وقليل من الأخرين . لعلك تكون ضمن القليل من الأخرين . أخى احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. وأقرأ ما جاء فى حديث ابى هريرة رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال: ما الأيمان ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث والأخره * قال ما الأسلأم ؟ قال : الأسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبه وتؤدى الزكاة المفروضه وتصوم رمضان * قال ما الأحسان ؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فانه يراك * قال متى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل سأخبرك عن اشراطها اذا ولدت الأمة ربها وأذا تطاول رعاة الأبل البهم فى البنيان فى خمس لا يعلمهن الا الله *ثم تلا النبى صلى الله عليه وسلم : ان الله عنده علم الساعه . ثم أدبر فقال : ردوه . فلم يروا شيئا فقال : هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم *.
واذا سائلت هل نرى الله ؟؟؟!! نعم سنراه ان كنا من اهل الجنة . ونراه ان كنا من اهل السكينه والعلم والأيمان والأحسان . نراه نورا يضئ القلب ونحس بيده رطبة تمدت الى اكبادنا تجعله طيب رطب لنسعى للذكرونلهث بالثناء ونزداد قرب قال سبحانه وتعالى ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم )
فقد ترى الله وقد لا تراه وهذا يعود عليك أنت. فالنفس الطيبه الذكية تفوز وغيرها لا تفوز. فالله سبحانه يضئ
كما قلنا القلب والعقل والأفئده جميعها . والأنس بذكر الله يمنحك الحياة مرتين . اولها وانت حى فى الحياة الدنيا
وثانيها وأنت فى الأخرة. الحياة التى ليس مثلها حياة .
والفوز بالفردوس الأعلى هو النجاح وغاية المراد للنفس الطيبة الذكيه . والتى تعمر بذكر الله الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الرحمن الرحيم . هو الله الذى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار سبحانه . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنما قيل له صف لنا ربك بعد رحلة الأسراء والمعراج . قال صلى الله عليه وسلم ( نور أنى أراه ) وقد لا يعى من يقراء ويستمع لهذا. ولكنها ايجابة واضحة لمن يريد ان يذكر ويدرك . أى نورمن أين يراه وكيف يحيط به ويصفه ؟؟؟!! وفى نهاية المطاف .هل تستطيع ان تصف معالم النور وتحدده؟؟! الا بالقول الكريم ( نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ) ........................................
الكاتب
سليمان محمد شاويش
موضوع: عمار القلوب 
الأحد مايو 30, 2010 10:20 am