زمن اللهو الخفى
بدون إزعاج أو غضب أو تكشير عن الأنياب ، فمبارة فى كرة القدم كشفت لنا عن مدى التقصير والإهمال وتدنى
فى المستوى الأخلاق ،
فدولةً مثل الجزائر كانت لوقت قصير منغمسةً فى خلافات وصراعات بربرية وقبلية ، وتناحر بين جماعات متعددة الهوى والهوية ، ومن الطبيعى أن تجد القوى الخارجية وهذه الجماعات المناخ الخصب لتمخر فى نُخاع وعِظام هذه الدولة وتبث سُمها بداخلها ، وكان الأجدر لهذه الدولة التى لم تشهد أى تقدم إقتصادى أو سياسى مثل أقرانها ، أن تحافظ على ما وصلت اليه فى طريق إستقرارها ، فإذا بها من أجل مبارة كرة قدم تشحذ الهمم وتعد القوى وتحشد الحشود وترفع درجة مستوى الاستعداد فى الداخل والخارج ، وتقود حملة على أرض جمهورية السودان ضد جماهير المنتخب المصرى بالسلاح الأبيض والألات الحادة والأهانات النفسية ، وحملة أخرى داخلية على أرضِها ضد العمالين المصريين وحرق وتدمير وتحطيم الشركات الأستثمارية
المصرية التى تعمل لديها من اجل نهضتها وتقدمها ، فتطيح بكل ذلك وتضرب عرض الحائط بكل تقدم وصلت اليه من أجل كرة القدم ، ويصل حد التدنى الفكرى بها الى التصريح بأن يوم الفوز بهذه المبارة هو عيد وطنى ، لماذا ؟؟؟!!!! هل هو تقدم إقتصادى او تقدم سياسى أم تقدم ثقافى أوالإستعمار قد إنجلى عن أراضيها ؟؟؟؟ّّّّ!!!!!
إنه الهروب أيها الأخوة مما هم فية ، رأت حكومة هذه الدولة أن تُلهى الشعب الذى عانا كثيرا من التناحر والصراعات والتفرقة والخلافات التى ماذالت قائمة بفرحة زائلة وفوز فى مبارة لكرة القدم لا يرفع من مستوى دخل الفرد ، بل إنه أدى الى إصابات وقتلى من أبنائِها أنفسهم همجية لا حد لها ..
ودولة مثل جمهورية مصر العربية ، ذات ثقل سياسى لا يُقارن فى المنطقة ، ودور فاعل بدون شك ولا يستقيم
الأمر إلا بها ، وذات مرجعية تاريخية وسياسية وثقافية وحضارية ، وتملك المبادرة الأولى فى كثير من الأحداث التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط .
ومع ذلك إنساقت وراء الرياضة وخاصة كرة القدم ، ووراء الفن وخلف الاعلإم المروج لهؤلاء الفئة كى تخفى ما يحدث بداخلها من فساد ، متمثل فى الرشوة والوساطة والمحسوبية والإختلاسات المستترة وغير المستترة، والغش والتزوير والأحتكار والأهمال الذى يوجد فى معظم إدارات الدولة الداخلية والخارجية ،ولم تتستمع الى الأعلإم الجاد الذى يسعى لكشف هذه السلبيات ، وتنظر فى القضايا التى يثيرها ويناقشها .
ورأت ان تخفى هذا وتُلهى الشعب خلف الإنتصارات فى مباريات كرة القدم ، وأمام شاشات التلفزيون والسينما حتى لا يرى أو يفكر فيما يحدث له من جراء هذا الفساد الذى يجب عليها أن تعد كل عدتها للقضاء عليه ،
والقضاء على هذا الفساد لن ياتى بالنصيحة ، فالقنوات الدينية كثيرة والشيوخ الأجلاء لا حصر لهم والنصيحة قائمة ومازال الفاسدون على عهدهم بدون توقف ، ولا تراجع عن الأفساد .. إذاً فما العمل ؟؟
العمل هو العقاب - العقاب الرادع - بدون عقاب سيظل الفساد
كما هو ، إذ لم تنفع النصيحة فلا شئ غير توقيع العقاب على كل فاسد ، بإسترجاع ما اكتسبه بالأثم والتضليل والزيف أولاً ، ووثانياً توقيع العقوبة المستحقة عليه بالقانون وشرع الله ، ولايترك فى ظل أى ظرف من الظروف - العقاب العقاب هو الرادع - هذا هو الواجب عليها أولا تجاه حق الشعب الذى يعبس به قلة قليلة تأخذ ما ليس من حقها ، وتتاجر بالذمم لتسرق قوت الأكثرية الفقيرة ، إن الفوز بمبارة لكرة القدم لن يداوى جراح المجروحين ، ولم يشبع بطون الجوعى ، ويأوى القاطنون بالشوارع من لم يجدوا ما يسترهم من برد الشتاء ، ويضمن لهم الأمن والأمان من لصوص لحوم البشر ...
ومن حق الدولة إتخاذ كل الأجرائات القانونية ضد دولة الجزائر ، جراء ما قامت به جماهيرها من تعدى على جماهير الشعب المصرى على أرض السودان ، وأيضا بما إقترفتة من إثم ضد المصريون العاملون لديها ، وما قامت به من تحطيم لمكاتب وشركات استثمارية مصرية تعمل على أراضيها ، وإهدار أموال هذه الشركات والتعدى على العاملين لديها وإرهابهم ، فلها أن ترفع شكواها الى المحاكم الدولية الخاصة بذلك ، وتعيد حقها وحق أبنائها بالقانون كما تفعل مع أى دولة أخرى وتسعى للحفاظ على كل مصرى يعمل بالخارج بأى دولة كانت ، قبل أن تتحدث عن كرة القدم ....
موضوع: زمن اللهو الخفى 
الأحد مايو 30, 2010 10:09 am