رسالة الى شاعرة 3
الى الشاعرة رزان اياسو
هكذا ودائما
أبحثُ بين كلماتك
عن كلماتٍ تُحركني
فأرى الأحرُفَ قبلَّ الكلماتِ تُحركني
أراني والقلمُ يخطو
كيف ولماذا وماذا
لا أدري
بعفويتي ببساطتي بكلماتي المتواضعة
أكتبُ
الشكرُ لكِ يا سيدة الكلمات
الامتنانُ لقملك النابضِ بالحب
التقديرُ لأشعاركِ
يا سيدةً لم تلتقي إلا أقلامنا
لتخطو أشعاراً
في قصة حبنا للأشعار
فأنا أسيرٌ لمدينةِ الكلمات
كما أنتِ
أنا أعشقُ الكلمات كما أنتِ تعشقين
والريحُ ذاتُها تحركنا
تتلاعبُ بمصير أقلامنا
والأمطارُ نفسها تهطلُ علينا
لتُغرقَ مدننا المسكونة بالحب
لا تُدركُ الأمطارُ
بأننا بحارٌ مصيرُ كًلِ الأمطارِ إليها
لتتبخر من جديد
لتهطل من جديد مطراً
لتولد الأشعارُ
كسحابةٍ من مطر
يتساقط
يتساقط بالخير
بالحب
……….
كلُ حرف من حروفكِ
بالحب كُتبت
ولأجل الحُب وُلدت
ولأن الحُبَّ جوهرُ الوجود
فلنا نحن الشُعراء وجود
ولأن الحُبَّ
يأخذُ من قلوبنا نبضهُ
فلولا خفقانها
ولولا تلك الرعشة
التي تُولدُ الحُبَّ فينا
لما كان للحُبِ من وجود
فكلُ البشر شُعراء
وكًلُ الشعراء بشر
وإن كُنّا نحن الشعراء
نكتبُ أشعاراً
فإن ألافً من العُشاق
ينبضُ بالشعرِ في قلوبهم الحبُ
ويخطو الحبُ في قلوبهم شعراً
……………
ليت لأقلامنا
أن تُهدي كُلَّ العُشاق
شعراً
ليت لأقلامنا
أن تُسطر في قصة الحب
قصة وجود الحبُ
………….
ليت لحبنا الذي يولدُ على ورق
أن يطير في سماءِ الوجودِ
أن يُنيرَّ كُلَّ سماء مُعتمة
أن يزرعُ في بعض القلوبِ المتحجرة
أملا بحبٍ
يتساقطُ كالمطر
يغزو كُل رقعةٍ في الأرضِ
حتى الصحراءُ القاحلة
وكم من صحراءٍ
تُخبئ بين طياتها القاحلة
واحاتٍ خضراء
تنعمُ بالحياةِ
تنعمُ بماءٍ عذبٍ رقراقِ
…………
هكذا نُريدُكِ
يا أشعار
مهما حاول التصحرُ أن يفتكَ بكِ
أرضاً بالخيرِ تجودُ
مطراً للحياةِ تهبُ حياةً
…………
هكذا نُريدُك
يا أشعارنا
نهديكِ
لمن قلبهُ بالحبِ يفيضُ
لمن قلبهُ بالشعر
وللشعر ينبضُ
رشيد ايبو